
شهد قطاع التكنولوجيا العالمي اليوم صفقة جديدة ضخمة، بعد إعلان شركة OpenAI، المطوّرة لمنصّة ChatGPT، عن توقيع اتفاق استراتيجي مع شركة الرقائق الإلكترونية الأمريكية AMD، بقيمة تقدَّر بـ عشرات المليارات من الدولارات. بموجب الاتفاق، ستشتري OpenAI ما يصل إلى 10% من أسهم AMD، وستستخدم شرائحها في بناء بنية تحتية جديدة للذكاء الاصطناعي تُعدّ من الأكبر في العالم.
الصفقة، التي وُصفت بأنها “تحالف بنيوي في قلب الثورة الصناعية الجديدة”، تضع AMD في موقع الشريك الاستراتيجي الرئيسي لـ OpenAI، وتفتح أمامها أفقًا غير مسبوق للنمو. ووفقًا للتقديرات الأولية، فإن AMD تأمل أن ترفع إيراداتها من 6.5 مليارات دولار حاليًا إلى نحو 100 مليار دولار في السنوات القادمة، اعتمادًا على هذه الشراكة الضخمة.
الطرفان أعلنا أن التعاون سيبدأ فعليًا في النصف الثاني من عام 2026، حين تبدأ OpenAI بنشر وتسخير شرائح AMD من فئة Instinct بقدرة تشغيل إجمالية تصل إلى 6 جيجا واط، لتشغيل مراكز بياناتها العملاقة حول العالم. هذه القدرة تماثل تقريبًا استهلاك الكهرباء في مدينة كبرى مثل نيويورك، ما يعكس حجم المشروع وتطلعاته.
بموجب الاتفاق، ستحصل شركة OpenAI على حق شراء ما يصل إلى 160 مليون سهم من AMD، لكن بشكل تدريجي، وعلى مراحل مرتبطة بتحقيق أهداف معينة. فكلما تقدّم تنفيذ المشروع وتوسّع استخدام شرائح AMD في مراكز البيانات، أو ارتفع سعر سهم الشركة في السوق، ستُمنح OpenAI إمكانية شراء دفعات إضافية من الأسهم.
ومن بين الأهداف المستقبلية التي حُدّدت في الاتفاق أن يصل سهم AMD إلى سعر 600 دولار، في وقت أغلق السهم فيه يوم الجمعة عند 164.67 دولار فقط. وقد أدى الإعلان عن الصفقة إلى قفزة حادة في سهم AMD تجاوزت 34% في التداولات المبكرة في وول ستريت، في حين تراجع سهم منافستها إنفيديا بنسبة طفيفة بلغت نحو 1%.

وقالت الرئيسة التنفيذية لـ AMD، ليزا سو، إنها “متحمسة للغاية للشراكة مع OpenAI”، مؤكدة أن الاتفاق “سيساعد الشركة على تحقيق مبيعات بعشرات المليارات من الدولارات وتسريع نموها في مجال المعالجات المتقدمة”. وأوضحت أن هذه الصفقة “تشكل تعاونًا استراتيجيًا سيقود صناعة الذكاء الاصطناعي إلى مستوى جديد من القدرات”. أما المديرة المالية للشركة، جين هو، فأعربت عن ثقتها بأن المشروع سيجعل AMD في طليعة التحول العالمي نحو المعالجة فائقة الأداء.
من جانبه، وصف سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ OpenAI، الصفقة بأنها “خطوة كبيرة نحو بناء قوة الحوسبة الضرورية لإطلاق الإمكانات الكاملة للذكاء الاصطناعي”، مشيدًا بـ “ريادة AMD في تطوير الشرائح المتقدمة التي ستتيح لنا توسيع الوصول إلى أدوات الذكاء الاصطناعي بسرعة غير مسبوقة”.
شركة OpenAI كانت تعتمد حتى الآن بشكل شبه كامل على معالجات إنفيديا، حيث وقعت مؤخرًا اتفاقًا بقيمة 100 مليار دولار مع إنفيديا لتوريد مكونات حوسبة متقدمة واستثمارات متبادلة، لكنها تسعى الآن، عبر دخولها هذه في هذه الصفقة الجديدة، إلى تنويع مورديها وتخفيف اعتمادها على شركة واحدة، خصوصًا أن إنفيديا تعجز وحدها عن تلبية الطلب الهائل على المعالجات المخصصة لتدريب النماذج اللغوية الضخمة.
وستسهم الصفقة مع AMD في منح OpenAI قدرة إضافية على بناء شبكة مستقلة من الشركاء التكنولوجيين. وضمن هذا التوجه، تجري الشركة أيضًا مفاوضات متقدمة مع Broadcom لتطوير شرائح مخصصة للجيل التالي من نماذجها.
ما يتشكل الآن هو ما يمكن تسميته بـ “اقتصاد الذكاء الاصطناعي” — منظومة مغلقة من الشركات العملاقة التي تتبادل رأس المال والتقنيات والبنى التحتية فيما بينها: OpenAI تولّد الطلب، وAMD وإنفيديا توفّران الشرائح، وأوراكل تبني المراكز العملاقة التي تستضيف أنظمة الذكاء الاصطناعي الجديدة.
واحدة من أبرز الأمثلة على هذه الثورة الصناعية الجديدة هي مشروع “ستارغيت” (Stargate) الذي تطوّره OpenAI في الولايات المتحدة، لبناء سلسلة من مراكز الحوسبة العملاقة التي ستدير الجيل القادم من نماذج الذكاء الاصطناعي. أول هذه المراكز أُقيم في تكساس ويعتمد على شرائح إنفيديا، بينما من المتوقع أن تستند المراكز التالية إلى معالجات AMD الجديدة.
مقالات ذات صلة: قيمتها 500 مليار دولار: OpenAI أصبحت الشركة الناشئة الأكبر في العالم











