
تعد تركيا لاعبًا أساسيًا في المفاوضات التي تقودها الولايات المتحدة للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، ومع هذا الدور المتنامي للرئيس رجب طيب أردوغان يبرز سؤال يهم الكثير من المسافرين: هل يعني ذلك عودة الخطوط الجوية التركية (Turkish Airlines) إلى البلاد بعد غياب طويل، وماذا ستكون النتائج على سوق الطيران والأسعار؟
في الماضي، كانت الخطوط الجوية التركية واحدة من أكثر شركات الطيران نشاطًا في البلاد، إذ كانت تُسيّر أكثر من 12 رحلة يوميًا بين تل أبيب وإسطنبول، وهو رقم ضخم جعل هذا الخط من أكثر الخطوط ربحية للشركة. ومن خلال مطار إسطنبول، استفاد المسافرون من البلاد من رحلات ربط مريحة ورخيصة نحو آسيا والولايات المتحدة، ما جعل إسطنبول محطة عبور مفضّلة.
لكن، بحسب تحليل لموقع غلوبس، فإنّ عودة الشركة اليوم ليست بالأمر البسيط. فكل شركة طيران تحتاج إلى تصاريح محددة للإقلاع والهبوط في أوقات محددة في كل مطار slots، وتعتبر هذه التصاريح شديدة الأهمية لشركات الطيران، حيث كانت العديد من الشركات تسيّر رحلات شبه فارغة خلال جائحة كورونا فقط لتحتفظ بتصريحاتها هذه. وتسمح القاعدة العالمية المعمول بها لشركة الطيران بالاحتفاظ بتصاريحها إذا شغّلت 80% على الأقل من رحلاتها المجدولة.
وبحسب غلوبس، اعتمدت سلطة المطارات، خلال فترة الحرب، سياسة مرنة، وسمحت للشركات الأجنبية بالاحتفاظ بتصاريحها حتى إن لم تشغّل الرحلات فعليًا. لكن في الصيف الماضي، أعلنت السلطة أن هذا الاستثناء انتهى، وأن كل شركة لم تعد إلى نشاطها ستفقد تصاريحها السابقة وتضطر للتفاوض مجددًا على مواعيد جديدة. وحتى الآن، لم تتلقَّ سلطة المطارات أي طلب رسمي من الخطوط الجوية التركية لاستعادة تصاريح التشغيل في مطار بن غوريون.
ويرى محللون تحدثوا لموقع غلوبس أن عودة الشركة التركية إلى البلاد ممكنة فقط بعد استقرار سياسي نسبي، وربما تبدأ تدريجيًا بعد وقف إطلاق النار المتوقع. ومن غير المرجح أن تعود الشركة مباشرة إلى نفس وتيرة الرحلات التي كانت قبل الحرب، لكنها قد تبدأ بعدد محدود يزداد مع الوقت بحسب الأوضاع.
وذلك قد يشكل تأثيرًا إيجابيًا على سوق الطيران في البلاد، فعودة الخطوط الجوية التركية، حتى ولو كانت محدودة، سيزيد المنافسة ويؤدي إلى انخفاض ملحوظ في أسعار التذاكر، إضافة إلى إعادة فتح شبكة الرحلات عبر إسطنبول، التي تتيح للمسافرين الوصول إلى وجهات كثيرة حول العالم بتكلفة أقل.
مقالات ذات صلة: المحكمة تُلزم “أركيع” بدفع 50 ألف شيكل لعائلة تأخرت رحلتها











