شهد بنك هبوعليم اليوم إضرابًا كاملًا ليوم واحد للموظفين احتجاجًا على خطة تقليص التكاليف التي تسعى الإدارة إلى تنفيذها. هذه الخطوة التصعيدية جاءت في أعقاب أزمة متصاعدة بين العمال والإدارة، حيث يتهم الموظفون الإدارة بمحاولة تحميلهم كلفة الخطة عبر تنفيذ موجة تسريحات بحقهم رغم الأرباح الضخمة التي يحققها البنك سنويًا.
رئيس الهستدروت، أرنون بار دافيد، أصدر بيانًا شديد اللهجة أكد فيه أن طبيعة العلاقة بين الإدارة والموظفين داخل البنك تدهورت إلى مستوى غير مسبوق، معتبرًا أن ما يحدث يمثل نموذجًا صارخًا لأسوأ ما يمكن أن تؤول إليه علاقات العمل. وأوضح أن الإدارة، في وقت يعلن فيه البنك عن مليارات الشواكل من الأرباح، اختارت أن يدفع الموظفون الثمن الباهظ لخطة تقليص التكاليف عبر التسريح والنقل القسري، بدلًا من البحث عن حلول عادلة ومتوازنة.
وحذر بار-دافيد من أن الخطوات أحادية الجانب التي تقودها الإدارة لا تمس بالموظفين فقط، بل ستنعكس سلبًا أيضًا على مستوى الخدمة التي يتلقاها الزبائن. وأشار إلى أن الإدارة “منفصلة عن الواقع” لأنها نسيت أن وراء كل خدمة مصرفية، سواء على أرض الواقع أو عبر المنصات الرقمية، هناك موظفون يشكلون العمود الفقري للبنك. وأضاف: “من دون الموظفين لا توجد خدمة، ولا ثقة، ولا بنك”.
وأكد بار-دافيد أنه شحصيًا يتابع المعركة عن كثب، وأن الهستدروت تحت قيادته تقف بحزم إلى جانب لجنة العمال وجميع موظفي البنك. وانتقد المدير العام للبنك، يدين عنتابي، متهمًا إياه بمحاولة تحويل الموظفين إلى كبش فداء، فقط لإظهار أن البنك يحقق أرباحًا أكبر أمام الرأي العام والمساهمين. وقال: “بدلًا من أن يثبت المدير العام قدراته الإدارية على حساب الموظفين، عليه أن يظهر قيادة حقيقية ومسؤولية في هذه الأزمة”.
وشدد رئيس الهستدروت على أن المسؤولية الكاملة عن تفاقم الأزمة تقع على عاتق الإدارة، التي تحاول تجاوز الحدود المقبولة في علاقات العمل الجماعية. وأضاف أن أي تغييرات أو إصلاحات لتحسين أداء البنك يجب أن تتم من خلال الحوار والشراكة والاحترام المتبادل، وليس عبر خطوات أحادية وصفها بـ”المنفصلة والصارمة”. وأعرب عن أسفه للطريق الذي اختارته الإدارة في التعامل مع الأزمة.
وفي ختام تصريحاته، دعا بار دافيد إدارة البنك إلى “الارتقاء لمستوى اللحظة”، ووقف المساس بالعاملين والجلوس فورًا على طاولة المفاوضات بروح منفتحة للتوصل إلى تفاهمات حقيقية. وأكد أنه على ثقة بأن زبائن بنك هبوعليم يتوقعون أن يحترم البنك أولًا الموظفين الذين يقفون في الخط الأمامي يوميًا لتقديم الخدمة، لأن من دونهم لا يمكن أن يستمر البنك أو يحقق وجوده.
مقالات ذات صلة: “هدية” بنك هبوعليم: توزيع 575 ألف سهم على الزبائن وسط احتجاج الموظفين
