/
/
أذرع قطر الطويلة: الدوحة تتوسع في الاسثتمار في الذكاء الاصطناعي، ولا تستثني الشركات الإسرائيلية

أذرع قطر الطويلة: الدوحة تتوسع في الاسثتمار في الذكاء الاصطناعي، ولا تستثني الشركات الإسرائيلية

أيقون موقع وصلة Wasla
wasla brands
1024px Donald Trump state visit to Qatar 2025 05 14 P20250514DT 2130
أمير قطر رفقة الرئيس الأمريكي في الدوحة في مايو حيث تعهدت الدوحة باستثمار نصف تريليون دولار في الولايات المتحدة. الصورة: ويكيميديا

في صيف هذا العام برزت قطر كلاعب أساسي في تمويل كبرى شركات الذكاء الاصطناعي الأمريكية. فقد شاركت في جولة استثمارية ضخمة بقيمة 13 مليار دولار لصالح شركة Anthropic المطوّرة لروبوت المحادثة “Claude”، كما أبدت استعدادها للمشاركة في جولة تمويل بقيمة 20 مليار دولار لشركة Perplexity AI، التي تطور محرك بحث ذكاء اصطناعي قد يشكل بديلًا لبحث جوجل على أجهزة آيفون.

علاوة على ذلك، ساعدت قطر إيلون ماسك في جمع 37 مليار دولار لصالح شركته xAI التي قُدّرت قيمتها بـ 120 مليار دولار، وكانت قد استثمرت سابقًا في شركته Neuralink المتخصصة بالزراعة العصبية، كما ساهمت في تمويل استحواذه على تويتر (الذي أصبح X). إلى جانب ذلك، ضخت قطر أموالًا في شركة إدارة البيانات Databricks التي وصلت قيمتها مؤخرًا إلى 20 مليار دولار، وفي شركة الألعاب Epic Games المطوّرة للعبة الشهيرة “Fortnite”. كما دخلت في شراكات مع شركات الحوسبة الكمية الفرنسية Alice & Bob والأمريكية Quantinuum.

وفي مايو الماضي أعلنت قطر التزامها باستثمار نصف تريليون دولار في قطاعات الذكاء الاصطناعي والصناعة والصحة في الولايات المتحدة خلال العقد المقبل. ولجذب المزيد من صناديق الاستثمار المخاطرر ورؤوس الأموال الخاصة، خصصت قطر مليار دولار لتشجيع الشركات على الانتقال إلى الدوحة، وقدمت حوافز ضريبية ودعمًا سكنيًا عبر صندوق قيمته نصف مليار دولار. هذه الاستراتيجية استقطبت شخصيات بارزة مثل إيلون ماسك، إدواردو سافيرين شريك مارك زوكربرغ السابق، وبادي كوسغريف مؤسس مؤتمر التكنولوجيا العالمي Web Summit.

ورغم هذا التوسع، تبقى العلاقة مع إسرائيل حساسة حسب موقع غلوبس الاقتصادي. فعلى عكس الصناديق السيادية السعودية والإماراتية، تتحاشى هيئة الاستثمار القطرية QIA الاستثمار المباشر في شركات إسرائيلية، كما أن الأوساط الإسرائيلية متحفظة تجاه رأس المال القطري. مع ذلك، أظهرت بيانات قاعدة شركات التكنولوجيا الإسرائيلية IVC أن شركتين تأسستا على يد رجال أعمال إسرائيليين حصلتا على تمويل قطري، لكن مقرهما ليس في إسرائيل، وعلاقتهما مع السوق المحلي هناك ضعيفة.

cyber
استثمرت قطر في شركة Snyk للأمن السيبراني التي أسسها رجال أعمال إسرائيليون. صورة تعبيرية

الأولى، بحسب غلوبس، هي شركة Snyk للأمن السيبراني، التي أسسها رجال أعمال إسرائيليون قبل أن يغادر معظمهم، وما زال لديها مركز تطوير صغير في تل أبيب يضم نحو 100 موظف فقط من أصل 1300 عالميًا. في 2022، قاد جهاز قطر للاستثمار جولة استثمارية ضخمة بقيمة 200 مليون دولار، رفعت تقييم الشركة إلى 7.4 مليار دولار. ورغم أن قطر تُعتبر من أكبر منتجي الغاز، لم تُستخدم خدمات Snyk في حماية بنيتها التحتية، بل ظل الاستثمار ذا طابع مالي بحت لتوزيع المخاطر في قطاعات واعدة مثل الذكاء الاصطناعي. وتوفر الشركة خدماتها لشركات أمريكية كبرى مثل Atlassian وReddit وRevolut.

أما الشركة الثانية فهي Freightos التي أسسها رجل الأعمال الإسرائيلي تسفي شرايبر، والتي لها مقر في رام الله. طورت الشركة منصة رقمية لحجز شحنات الحاويات، مع تركيز على الشحن الجوي، وتتعامل مع عشرات شركات الطيران من بينها Qatar Airways نفسها. شركة الطيران القطرية استثمرت في “فريتوس” لأول مرة في 2021، ثم مرة ثانية عند طرحها للاكتتاب في بورصة ناسداك عام 2023. ورغم أن مؤسسيها وبعض موظفيها إسرائيليون، فإن الشركة نقلت مقرها الرئيسي إلى برشلونة، حيث يقيم شرايبر ويُدار النشاط منها، بهدف الحفاظ على علاقات عمل طبيعية مع مختلف الشركاء الدوليين. مجلس إدارتها بحسب غلوبس يضم أسماء إسرائيلية مثل عَزرا جاردنر من شركة Gesher وروتم هيرشكو من McKinsey، لكنهم يقيمون في الولايات المتحدة.

الخبراء في إسرائيل يرون أن التعاون مع رأس المال القطري مثير للقلق. فالدس لوربر، رئيسة مشروع إسرائيل–الولايات المتحدة في معهد دراسات الأمن القومي (INSS) ورئيسة معهد الذكاء الاصطناعي في المعهد التكنولوجي بحولون (HIT)، حذرت في حديثها مع غلوبس من أن قطر تحاول بناء نفوذ سياسي واقتصادي عبر التكنولوجيا كما فعلت سابقًا في الرياضة والإعلام. وأشارت إلى أن الدوحة تنافس الإمارات والسعودية في تقديم الطاقة الرخيصة وحوافز لجذب الشركات، كما أنها تلعب لعبة متوازنة مع الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الولايات المتحدة من خلال استثماراتها.

لوربر لفتت أيضًا إلى أن الخطر الأكبر قد يكون في تعاون قطر والغرب بمجال الحوسبة الكمية، خاصة مشروعها المشترك عبر صندوق Al Raban القطري مع شركة Quantinuum الأمريكية، معتبرة أن الدولة التي ستصبح أول قوة كمية قد تهيمن على العالم، وأن هذه الشراكة تمثل مصدر قلق استراتيجي لإسرائيل، بحسب غلوبس.

مقالات ذات صلة: إنفيديا تستثمر 5 مليارات دولار في إنتل… و”Mobileye” الإسرائيلية من أكبر المستفيدين

مقالات مختارة