/
/
تعرفوا على السيارة الكهربائية التي تسعى تركيا لـ”اجتياح” أوروبا بها

تعرفوا على السيارة الكهربائية التي تسعى تركيا لـ”اجتياح” أوروبا بها

أيقون موقع وصلة Wasla
wasla brands
477181471 1034698168703809 2262754702193041262 n
تعقد تركيا آمالا كبيرة على سيارتها الكهربائية. الرئيس التركي أردوغان بجانب سيارة Togg T10X، الصورة: صفحة الرئاسة التركية على فيسبوك

في خطوة جريئة تعكس طموحات تركيا الصناعية، كشفت شركة السيارات التركية توغ (Togg) عن دخولها رسميًا إلى السوق الأوروبية عبر معرض ميونخ للسيارات، حيث أطلقت طرازين جديدين أحدهما سيارة سيدان كهربائية تحمل اسم Togg T10F، والثاني سيارة رياضية متعددة الاستخدامات T10X. هذه السيارات تحظى بدعم تركي رسمي كبير، وتحمل رمزية سياسية واقتصادية واضحة، إذ يروج الرئيس رجب طيب أردوغان لها باعتبارها “سيارة الشعب التركية” التي ستعيد تعريف مكانة بلاده في عالم صناعة السيارات.

السيارة الجديدة T10F تجمع بين تصميم سيارات “سيدان” التقليدي وخطوط سيارات الهاتشباك Hatchback ذات الخمس أبواب، مع واجهة أمامية مستوحاة من طرازات مرسيدس، في حين تعتمد على منظومة دفع كهربائية بالكامل. أما طراز T10X فهو مخصص لعشاق الطرق الوعرة. ومن الناحية التقنية، حصلت سيارات توغ على تقييم خمس نجوم في اختبارات السلامة الأوروبية (Euro NCAP)، ما يمنحها شرعية قوية في سوق تتسم بالمنافسة الحادة.

الدعم الذي تحظى به توغ من الدولة التركية ليس وليد اللحظة. أردوغان يحرص على الظهور المتكرر إلى جانب سيارات الشركة والترويج لها عبر وسائل الإعلام، لأنه يدرك أن صناعة السيارات في تركيا لطالما خدمت الشركات الغربية التي أقامت مصانعها هناك. الفكرة التي يروج لها النظام الحالي هي أن تركيا، بعدما راكمت خبرة تقنية بفضل الاستثمارات الأجنبية، أصبحت الآن قادرة على توظيف هذه المعرفة لإنتاج سيارة وطنية تحمل بصمة محلية خالصة. المحاولة الأولى لإنتاج “سيارة الشعب” في الستينيات تحت اسم “دفريم” فشلت سريعًا، لكن الحكومة التركية اليوم تعيد إحياء الفكرة مدعومة بميزانيات أبحاث وتطوير كبيرة وبمشاركة جهات فاعلة مثل اتحاد غرف التجارة والصناعة التركي (TOBB).

516590726 1147506127423012 3462228176034885587 n
الرئيس التركي بجانب الطراز الجديد T10F، الصورة: صفحة الرئاسة التركية على فيسبوك

من الناحية السوقية، أعلنت الشركة أنها نجحت حتى الآن في بيع 70 ألف سيارة كهربائية داخل تركيا، وهو رقم يعكس الطلب المتنامي محليًا ويفتح الباب للتوسع الخارجي. الوجهة الأوروبية الأولى ستكون ألمانيا، التي تُعد أهم سوق سيارات في القارة، ومن ثم ستتوسع توغ إلى دول أوروبية أخرى. المدير التنفيذي للشركة، غوركان كاراكاش، أوضح أن ألمانيا تمثل بوابة طبيعية بسبب حجمها وتأثيرها، مؤكدًا أن سيارات توغ الجديدة مصممة لتوفير تجربة متكاملة للمستخدمين عبر منصة تكنولوجية حديثة.

التوقيت يبدو مدروسًا بدقة. فشركات السيارات الأوروبية تعيش اليوم معركة شرسة أمام المنافسة الصينية التي تطرح سيارات كهربائية أكثر كفاءة وأقل تكلفة. المستهلك الأوروبي يواجه واقعًا جديدًا حيث السيارات الكهربائية لم تعد خيارًا بل ستصبح إلزامية في السنوات القادمة مع السياسات البيئية المشددة. في هذه الأجواء، قد تجد توغ مكانًا مميزًا، فهي من جهة تقدم سيارة كهربائية بأسعار منافسة، ومن جهة أخرى تُعتبر منتجًا “أوروبيًا” بحكم أن تركيا شريك جغرافي وتجاري للقارة. هذا العامل وحده قد يسهل قبولها في السوق ويمنحها ميزة إضافية أمام السيارات الصينية.

الرهان التركي واضح: أنقرة تريد أن تكون لاعبًا أساسيًا في صناعة السيارات الكهربائية، لا مجرد موقع إنتاج للغرب. وإذا نجحت توغ في ترسيخ حضورها في ألمانيا ومنها إلى بقية أوروبا، فقد تتحول “سيارة الشعب التركية” إلى قصة نجاح عابرة للحدود، وتمنح تركيا مكانة جديدة في الاقتصاد العالمي الذي يتغير بسرعة مع التحول نحو الطاقة النظيفة.

مقالات ذات صلة: انعطافة حادة: شركات السيارات تتراجع عن وعودها وتعود إلى سيارات البنزين

مقالات مختارة