
أعلنت شركة الفيديو الأميركية “فيميو” (Vimeo) عن تقليص قوتها العاملة عالميًا بنسبة 10%، غير أن تأثير هذه الخطة كان أكثر قسوة على فرعها في إسرائيل حيث ستستغني عن نحو 25 موظفًا من أصل 100، أي ما يعادل ربع موظفيها. القرار جاء بعد سلسلة من التحديات التي واجهت الشركة، كان أبرزها إصابة مكتبها في تل أبيب بصاروخ في يونيو الماضي خلال الحرب مع إيران.
المقر الجديد للشركة في شارع دافنشي وسط تل أبيب، الذي انتقلت إليه عام 2024، تعرض لإصابة مباشرة خلال الهجوم، وهو ما أثار قلقًا بالغًا لدى إدارة الشركة في الولايات المتحدة، وعزز مخاوف قائمة منذ فترة طويلة بشأن الوضع الأمني وإلغاء الرحلات الجوية المتكرر من وإلى إسرائيل، اللذين جعلا بيئة العمل غير مستقرة.
التقارير السنوية لفيميو لعام 2024 كانت قد أشارت صراحة إلى أن استمرار الحرب والتصعيدات العسكرية تسبب في تعطيل عمل الشركة في إسرائيل عدة مرات، سواء عبر الإغلاق المؤقت للمكاتب أو العمل بطاقة محدودة، مع تحذير من أن الوضع قد يتكرر أو يتفاقم إذا طالت الحرب. ورغم إعلانها في أغسطس 2024 عن خطط لتوسيع عملياتها محليًا وتوظيف 40 موظفًا جديدًا، إلا أن عدد العاملين بقي ثابتًا عند حدود 100 موظف حتى نهاية العام، من دون أي نمو فعلي.

قرار التسريح الحالي هو الثاني من نوعه في أقل من ثلاث سنوات، إذ سبق للشركة أن خفضت قوتها العاملة بنسبة 11% عالميًا مطلع 2023، وهو ما انعكس أيضًا على فرعها في إسرائيل. وفي وقت سابق، كانت الشركة قد عززت حضورها في البلاد عبر الاستحواذ على شركتين محليتين: “ماجيستو” عام 2019 المتخصصة في تقنيات تحرير الفيديو، و”Wibbitz” عام 2021 التي وفرت حلولًا آلية لإنشاء المحتوى المصور.
الرئيس التنفيذي للشركة، فيليب موير، كتب في منشور على منصة لينكدإن أن القرار “لم يكن سهلًا”، لكنه يهدف إلى جعل الشركة “أكثر رشاقة وفعالية” لدعم المرحلة المقبلة من نموها. وأضاف أن “فيميو هي عائلة ذات تقاليد عمرها 20 عامًا في الإبداع وخدمة صناع المحتوى”، مؤكدًا امتنانه للمغادرين ودورهم في بناء ثقافة الشركة والتأثير على زبائنها.
وتسعى فيميو التي تأسست عام 2004 لبناء صورة مختلفة عن يوتيوب، باعتبارها منصة أكثر ملاءمة للمبدعين والفنانين الذين يبحثون عن أدوات احترافية لإنتاج الفيديو. الشركة تطورت لتصبح مزودًا لحلول متكاملة تتيح إنشاء وتحرير وإدارة وتوزيع المقاطع المصورة. لكنها تواجه تحديات اقتصادية كبيرة انعكست في تراجع قيمتها السوقية إلى نحو 730 مليون دولار في بورصة ناسداك بعد خسارة 31% من قيمتها منذ بداية عام 2025.
مقالات ذات صلة: بميزانية 175 مليون شيكل: إسرائيل تبدأ حملة “بروباغندا” ضخمة على غوغل ويوتيوب لتبييض صورتها











