/
/
ألبوم تايلور سويفت الجديد: حين يصبح لون الاقتصاد برتقاليًا!

ألبوم تايلور سويفت الجديد: حين يصبح لون الاقتصاد برتقاليًا!

أيقون موقع وصلة Wasla
wasla brands
539056831 18590843341054956 8446529036495891378 n
صورة الغلاف لألبوم تايلور سويفت الجديد، المصدر: صفحة المغنية على انستغرام

في 12 أغسطس، أعلنت المغنية الأمريكية تايلور سويفت عن ألبومها الجديد بعنوان “The Life of a Showgirl”، المقرر طرحه في 3 أكتوبر المقبل. ورغم أن الإعلان جاء في سياق موسيقي وفني، إلا أن تبعاته اتخذت طابعاً اقتصادياً واجتماعياً أوسع، لدرجة أن خبراء وإعلاميين باتوا يصفون الظاهرة باسم “سويفتي نوميكس”Swiftynomics، أي الاقتصاد القائم على التأثير الجماهيري لتايلور سويفت.

فور الإعلان، انطلقت حملة ترويجية غير مسبوقة شاركت فيها مؤسسات كبرى. مبانٍ معروفة مثل إمباير ستيت وتايمز سكوير ومحطة كانساس سيتي أضيئت باللون البرتقالي، فيما انضمت علامات تجارية مثل M&Ms وPlaydoh وSesame Street إلى الحملة باستخدام اللون نفسه والرقم 12، في إشارة إلى أن الألبوم هو الثاني عشر في مسيرة سويفت. حتى مطاعم Olive Garden وشركة Petco وشركات العناية مثل Aquaphor استثمرت في الموجة، وهو ما عكس تحالفاً تسويقياً غير رسمي يستند إلى قوة قاعدة المعجبين.

سويفت لا تتحرك فقط في إطار فني. في السنوات الأخيرة أثبتت قدرتها على التأثير المباشر في قطاعات اقتصادية كاملة. جولة “Eras Tour” التي أقامتها عامي 2023–2024 ضخت بحسب تقديرات مستقلة ما يزيد عن 5 مليارات دولار في الاقتصاد الأمريكي، نتيجة مبيعات التذاكر والفنادق والرحلات الجوية والمطاعم المرتبطة بالمدن التي استضافت الحفلات. شركات طيران ومرافق سياحية تحدثت صراحة عن ارتفاع الطلب تزامناً مع مواعيد جولاتها، في ما وصفه بعض الاقتصاديين بأنه حدث نادر لمغنية تتحول إلى عامل مؤثر في الناتج المحلي.

وفي صيف 2024، سجّلت جولتها في بريطانيا عوائد اقتصادية ضخمة أيضًا. فخلال حفلاتها التي امتدت في لندن، ليفربول، إدنبرة وكارديف، قُدّر حجم الإنفاق المباشر وغير المباشر للجمهور بأكثر من 1.2 مليار جنيه إسترليني، شمل حجوزات الفنادق، المطاعم، المواصلات الداخلية، إضافة إلى مبيعات التذاكر والبضائع المرتبطة بالجولة. الفنادق في لندن وحدها سجلت إشغالاً شبه كامل مع ارتفاع الأسعار بنسبة وصلت إلى 40% في بعض الليالي. شركات الطيران والقطارات ربطت بين الزيادة المفاجئة في الطلب وبين تواريخ الحفلات. ووفق تقارير اقتصادية، فإن الأثر المالي للجولة في بريطانيا تجاوز حتى بعض الفعاليات الرياضية الكبرى مثل مباريات بطولة ويمبلدون.

إعلان الألبوم الجديد قبل أسبوعين لا ينفصل عن هذا السياق. فخلال أقل من 24 ساعة على الكشف، تجاوز عدد المستمعين للبودكاست الذي ظهرت فيه سويفت مع لاعب كرة القدم الأمريكي ترافيس كيلسي، والذي أعلنت خطبتها عليه يوم الثلاثاء، مليون شخص، ما يوضح مدى الجاذبية التجارية لأي معلومة مرتبطة بها. الجامعات الأمريكية بدأت بدراسة هذه الظاهرة كحالة في التسويق المعاصر، معتبرة أن “البرتقالي” الذي أطلقته سويفت ليس مجرد لون بل أداة تسويقية جماهيرية لها قدرة على إعادة تشكيل اتجاهات الاستهلاك.

سويفت نفسها تقول إنها “تعمل في مجال العاطفة الإنسانية”، في إشارة إلى أن منتجها الأساسي ليس مجرد الأغاني بل تجربة شعورية كاملة. لكنها، من حيث الأثر، أسست لاقتصاد موازٍ يعتمد على تحويل هذه المشاعر إلى سلوك استهلاكي. هذه القدرة على تحريك السوق لا تقوم على الإعلانات التقليدية بل على تفاعل مباشر بين الفنانة وجمهورها، الأمر الذي يدفع شركات متعددة القطاعات إلى محاولة الاستفادة من هذه الديناميكية.

مقالات ذات صلة: جولة تايلور سويفت في بريطانيا: المغنية الأمريكية تؤجّل قرار بنك إنكلترا بخفض أسعار الفائدة!

مقالات مختارة