
شهد مئات الآلاف من مشتركي شركة “ريمون” للإنترنت، واحدة من أكبر حالات الانقطاع الواسعة في البلاد منذ سنوات، بعدما تعطلت خدمات الشركة لأكثر من عشر ساعات متواصلة، في حادثة ما زالت تفاصيلها غير واضحة بالكامل.
شركة “ريمون” تستهدف بالأساس الجمهور الديني اليهودي المتدين، وتُسوِّق خدماتها باعتبارها إنترنت “آمن” يوفّر نظام تصفية “فلتر” وحجب تلقائي للمواقع غير المرغوبة. لكن مساء السبت 23 أغسطس 2025 فوجئ المشتركون بانقطاع كامل للخدمة، في حين أبلغ آخرون أن الشبكة ما زالت متاحة لكن أنظمة الحجب لا تعمل، ما أدى إلى ظهور محتويات دعائية “غير لائقة” بالنسبة لشريحة المستخدمين. حتى الموقع الإلكتروني الرسمي للشركة خرج عن الخدمة ولم يكن بالإمكان الدخول إليه، فيما امتدت الأعطال أيضًا إلى خدمات الألياف الضوئية “فايبر”.
في خضم الأزمة، أعلنت مجموعة هاكرز تطلق على نفسها اسم “الانتقام الموعود” – وهي مجموعة مرتبطة بإيران – مسؤوليتها عن التعطيل، مؤكدة أنها نفذت هجومًا سيبرانيًا على شبكة الشركة. المجموعة نشرت صباح الأحد مقطعًا مصورًا قالت إنه يوثق عملية الاختراق وإيقاف الخوادم الافتراضية يدويًا، وزعمت أنها تمكنت من مسح نحو 500 تيرابايت من البيانات. كما أشارت إلى أنها حصلت على معلومات حساسة من تطبيقات التصفية التابعة لـ”ريمون”، التي تثبت على الهواتف والأجهزة من أجل حجب المحتوى غير المرغوب، وهذه التطبيقات حمّلها أكثر من 100 ألف مستخدم.
ورغم هذه الادعاءات، اكتفت الشركة بدايةً بالقول إن ما يحدث هو “خلل تقني”، ولم تصدر تفاصيل دقيقة لزبائنها الذين حاولوا التواصل عبر الخطوط الساخنة فلم يجدوا سوى رسالة صوتية مسجلة. لاحقًا، أصدرت إدارة الشركة بيانًا أوضحت فيه أنها بالفعل رصدت في 23 أغسطس “هجومًا من جهة معادية”، وأنها باشرت فورًا بالتصدي له بالتعاون مع فرق استجابة متخصصة في الأمن السيبراني. البيان أشار إلى أن فرق التكنولوجيا التابعة للشركة وبمساعدة جهات رائدة في إسرائيل تمكنت من استعادة الخدمة تدريجيًا، لكنه حذّر من احتمال استمرار بعض الصعوبات لدى جزء من المشتركين، سواء في الاتصال بالشبكة أو في عمل نظام الحجب.
مقالات ذات صلة: بتكلفة نصف مليار شيكل: أول “سوبر كمبيوتر” إسرائيلي في موديعين











