وجه 23 من كبار الاقتصاديين من جامعات مرموقة في الولايات المتحدة وأوروبا، من بينهم عشرة من الحائزين على جائزة نوبل للاقتصاد، رسالة مفتوحة إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، حذروا فيها من أن السياسة الحالية تجاه غزة قد تقود إلى عواقب اقتصادية كارثية على إسرائيل نفسها.
أكد الاقتصاديون في رسالتهم أن الفلسطينيين في غزة هم الأكثر معاناة من هذه السياسات، لكن الإسرائيليين أيضاً سيدفعون ثمناً ثقيلاً، مشيرين إلى أن الخسائر الاقتصادية قد تصل إلى مستويات كارثية. وحذروا من أن الأدلة المتزايدة على حدوث تجويع وانتهاكات واسعة لحقوق الإنسان ستدفع على الأرجح الحكومات الأوروبية لفرض عقوبات مركزة على إسرائيل، وهو ما سينعكس سلباً على التجارة والبحث العلمي وفرص العمل داخلها.
أوضح الموقعون أن وكالات التصنيف الائتماني بدأت بالفعل بخفض تصنيف إسرائيل، الأمر الذي سيزيد كلفة الاقتراض في الوقت الذي تواجه فيه الدولة نفقات ضخمة لإعادة الإعمار وتعزيز الأمن. وأشاروا إلى أن هذه السياسات ستؤدي إلى تسارع هجرة الكفاءات، خاصة من قطاع الهايتك، الذي يمثل نحو 20% من الناتج المحلي الإجمالي وثلث إيرادات ضريبة الدخل. وحذروا من أن استمرار هذا المسار سيجرد إسرائيل من محرك النمو الأساسي لاقتصادها.
دعا الاقتصاديون حكومة نتنياهو والكنيست إلى اتخاذ خطوات عاجلة، أبرزها ضمان إيصال كميات كافية من الغذاء والمساعدات الطبية إلى غزة، والتخلي عن أي خطط لإقامة مخيمات لاحتجاز المدنيين، وإصدار بيان رسمي يلغي أي مبادرة للسيطرة على القطاع وسكانه ويؤكد الالتزام بحقوق الإنسان والقانون الدولي. كما طالبوا بالسعي بجدية نحو اتفاق لوقف إطلاق النار يحسن الوضع الإنساني ويعيد الأسرى وينهي القتال.
من بين الحائزين على نوبل الموقعين على الرسالة: دارون أجيم أوغلو (نوبل MIT، 2024)، أنغوس ديتون (نوبل 2015، جامعة برينستون)، بيتر دياموند (MIT نوبل 2010)، إستر دوفلو (نوبل MIT، 2019)، كلاوديا غولدِن (جامعة هارفارد، 2013)، إريك ماسكين (نوبل 2007، جامعة هارفارد)، روجر مايرسون (نوبل 2007، جامعة شيكاغو)، إدموند فيلبس (نوبل 2006، جامعة كولومبيا)، كريستوفر بيساريديس (نوبل LSE، 2010)، وجوزيف ستيغليتز (نوبل 2001، جامعة كولومبيا).
مقالات ذات صلة: من اقتصاد السوق إلى اقتصاد البقاء: الحرب قلبت موازين المعيشة في غزة رأسًا على عقب
