/
/
هل ستسبدل هذه الدولة المسلمة تركيا كوجهة سياحية مفضلة للإسرائيليين؟

هل ستسبدل هذه الدولة المسلمة تركيا كوجهة سياحية مفضلة للإسرائيليين؟

أيقون موقع وصلة Wasla
wasla brands
باكو
باكو، عاصمة أذربيجان

منذ أن تراجعت تركيا عن خارطة السفر المفضلة لدى المسافرين الإسرائيليين بعد السابع من أكتوبر 2023 وتوقف الرحلات الجوية المباشرة إليها، بدأ هؤلاء بالبحث عن بدائل في وجهات أخرى. ومن بين الوجهات التي استفادت من هذا التحول برزت أذربيجان، التي رغم كونها دولة مسلمة شيعية مجاورة لإيران، تحتفظ منذ سنوات بعلاقات دبلوماسية دافئة مع إسرائيل، لم تعكر صفوها الحرب الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة.

وبحسب تقرير لموقع غلوبس الاقتصادي، كانت تركيا تستحوذ على أكثر من 10% من حركة المسافرين في مطار بن غوريون قبل الحرب، أي نحو 2.3 مليون مسافر سنويًا، معظمهم عبر رحلات تديرها “الخطوط الجوية التركية” و”بيغاسوس” بمعدل يفوق عشر رحلات يوميًا بين تل أبيب وإسطنبول. لكن توقف هذه الرحلات وغياب أي مؤشر على عودتها، إضافة إلى توصيف مجلس الأمن القومي الإسرائيلي لتركيا كـ”دولة عالية الخطورة” وإصداره توصية بمغادرتها لمن هم داخلها، خلق فراغًا كبيرًا في سوق الطيران الإقليمي.

أذربيجان صنفت من قبل المجلس كدولة “بمستوى تهديد عرضي – المستوى 2″، وهو نفس تصنيف وجهات أوروبية مثل اليونان وإيطاليا وألمانيا. وقد استغلت هذا التصنيف الإيجابي لتعزيز حضورها السياحي، حيث استثمرت في دراسة عادات السفر الإسرائيلية، لتكتشف أن السائح الإسرائيلي يسافر بمعدل مرتين في السنة أو أكثر، ويبحث عن وجهات جديدة تلبي هذه الوتيرة.

مطار باكو الدولي، وإن كان أصغر بكثير من مطار إسطنبول، بدأ يتحول تدريجيًا إلى محطة ربط للركاب الإسرائيليين نحو وجهات في آسيا وأوروبا الشرقية مثل دلهي، مومباي، الصين، روسيا، كازاخستان، أوزبكستان، بيلاروسيا، لاتفيا وجورجيا. وبحسب بيانات سلطة المطارات لشهر يوليو 2025، بلغ عدد المسافرين من إسرائيل إلى باكو 106,533 مسافرًا، بزيادة 87% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، لتتقدم باكو على وجهات مثل لوس أنجلوس وبافوس وسالونيك. ويأتي ذلك بعد زيادة سابقة في 2024 بلغت 20.22% مقارنة بعام 2023. هذه القفزة تعود، بحسب موقع غلوبس، إلى الأسعار المناسبة، والطبيعة الجبلية لأذربيحان، وتواتر الرحلات، بالإضافة إلى قرب المسافة الجوية بين تل أبيب وباكو التي لا تتجاوز ثلاث ساعات.

كما عملت هيئة السياحة الأذرية على الترويج لزيارة البلاد شتاءً من أجل عطلات عيد الميلاد ورحلات التزلج، وهي عروض لم تكن تحظى بشعبية كبيرة سابقًا، لكنها أصبحت أكثر جاذبية بعد زيادة عدد الرحلات.

وفي وقت شهدت العلاقات بين إسرائيل ومعظم دول العالم توترات غير مسبوقة بسبب حرب الإبادة المستمرة في غزة، تعززت بشكل ملحوظ العلاقات الإسرائيلية مع أذربيجان، ليس فقط في مجالات الصناعات العسكرية، بل أيضًا في الربط الجوي. فقد حافظت شركة “الخطوط الجوية الأذرية” (AZAL) على رحلاتها المنتظمة إلى إسرائيل طوال معظم فترة الحرب، وكانت أكثر استقرارًا من كثير من شركات الطيران الأجنبية. وكانت من أوائل الشركات التي استأنفت رحلاتها إلى البلاد بعد سريان وقف إطلاق النار مع لبنان، وبعد انتهاء الحرب مع إيران،حيث تسير حاليًا تُسيّر نحو 30 رحلة أسبوعيًا بين إسرائيل وباكو.

ورغم أن أذربيجان لا تقترب من حجم الحركة الجوية التي كانت تستقطبها تركيا قبل الحرب، فإنها نجحت في استغلال الظرف الإقليمي لترسيخ مكانتها كأحد أبرز البدائل للمسافرين من البلاد الباحثين عن وجهة قريبة ومتنوعة الخيارات.

مقالات ذات صلة: بسبب المظاهرات المؤيدة لفلسطين: انخفاض في أسعار تذاكر الطيران إلى اليونان

مقالات مختارة