/
/
“أكثر غباءً بكثير”: لماذا شعر المستخدمون بخيبة أمل من ChatGPT-5؟

“أكثر غباءً بكثير”: لماذا شعر المستخدمون بخيبة أمل من ChatGPT-5؟

أيقون موقع وصلة Wasla
wasla brands
سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI- الصورة: ويكيميديا
سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI- الصورة: ويكيميديا

أثار إطلاق نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد ChatGPT-5 من شركة OpenAI موجة من ردود الفعل السلبية بين المستخدمين، رغم أن الشركة كانت قد روّجت له باعتباره قفزة نوعية في مجال الذكاء الاصطناعي. النموذج، الذي صدر الأسبوع الماضي، جاء بعد وعود من الرئيس التنفيذي سام ألتمان بأن حتى أصحاب الحسابات المجانية سيتمكنون من الوصول إلى مستوى ذكاء يعادل شهادة دكتوراه. لكن النتائج على أرض الواقع لم تطابق التوقعات.

مع بدء استخدام ChatGPT-5، اشتكى العديد من المستخدمين من صعوبة تنفيذ مهام أساسية بسيطة، وأبدوا أسفهم لعدم قدرتهم على مواصلة استخدام النماذج السابقة مثل GPT-4o، حيث امتلأت منصات التواصل الاجتماعي بمنشورات ساخرة تُظهِرُ أخطاءً بدائية ارتكبها الإصدار الجديد في الرياضيات والجغرافيا. موجة الانتقادات هذه دفعت ألتمان إلى الاعتراف بوجود مشكلات في الإطلاق الأولي، وأعاد إتاحة النماذج السابقة، ووعد بتوسيع الوصول إلى “وضع الاستدلال” Reasoning Mode المتقدم، وهو النمط الذي لديه قدرة أكبر على تقديم إجابات دقيقة ومتقنة.

أحد الأسباب الرئيسية لخيبة الأمل هو أن ChatGPT-5 ليس نموذجًا واحدًا، بل مجموعة نماذج، بعضها يركز على سرعة الإجابة، وأخرى تعتمد على “الاستدلال” وتحتاج وقتًا أطول لتقديم ردود أكثر جودة. غير أن الخلل في الإطلاق منع توجيه العديد من الاستفسارات إلى نموذج الاستدلال، ما جعل التجربة الأولية للمستخدمين أضعف من المتوقع. بالإضافة إلى ذلك، كان هناك فجوة بين التوقعات التي رفعت الشركة سقفها بشأن ما وعدت بأن يكون “ثورة الذكاء الاصطناعي المقبلة”، وبين النتيجة على أرض الواضع، وهو ما عمّق شعور المستخدمين بالإحباط.

وفق ملاحظات بعض الخبراء، يتألق ChatGPT-5 في مجالات مثل البرمجة وتحويل الأفكار إلى مواقع إلكترونية أو تطبيقات، لكن هذه ليست مجالات تتيح إنتاج أمثلة جذابة وسريعة الانتشار كما حدث مع إصدارات سابقة من “OpenAI”، مثل أدوات إنشاء الصور المحسنة. وبالتالي، غابت عن الإطلاق لحظات “الإبهار” التي تعوّد الجمهور عليها.

ألتمان أشار يوم الجمعة إلى أن المبدّل التلقائي بين نماذج ChatGPT-5 تعطل لفترة وجيزة، ما جعل النموذج يبدو “أكثر غباءً بكثير”. الشركة تعمل الآن على تعديل آليات اتخاذ القرار لاختيار النموذج الأنسب بشكل أكثر دقة وتكرارًا. كما وعدت OpenAI بإتاحة خيار أوضح للمستخدمين لمعرفة أي نموذج يقدّم الإجابة، إلى جانب توسيع إمكانية الوصول إلى قدرات الاستدلال.

في خضم هذه الأزمة، استغل المشككون في الذكاء الاصطناعي التوليدي الموقف للتأكيد على آرائهم بأن هذه التكنولوجيا، رغم تقدمها، ما تزال بعيدة عن الوصول إلى مستوى ذكاء يفوق البشر. بالنسبة لهم، الإخفاق النسبي لـ ChatGPT-5 دليل على أن الطريق أمام الذكاء الاصطناعي لا يزال طويلًا، وأن الضجيج المحيط به يفوق أحيانًا واقعه العملي.

مقالات ذات صلة: “مستوى ذكاء يعادل حملة الدكتوراه”: كل ما تريد معرفته عن ChatGPT-5

مقالات مختارة