
يشهد سوق الهواتف الذكية والحواسيب في البلاد تغييرات واضحة في توجهات المستهلكين، مع بروز سامسونغ كلاعب رئيسي في ميدان الهواتف، وتراجع مكانة آبل في التصنيف العام. ورغم التحديات العالمية، خصوصًا السياسات الاقتصادية الأمريكية المرتبطة بالرسوم الجمركية، إلا أن السوق الإسرائيلي استفاد مؤخرًا من تجميد هذه السياسات، ما أتاح للعلامات التجارية العالمية مواصلة حضورها بقوة.
في فئة الهواتف المحمولة، تتربع سامسونغ على رأس القائمة، حيث احتلت المركز السادس في الترتيب العام للعلامات التجارية المفضلة، متقدمة بفارق شاسع على آيفون الذي تراجع إلى المركز 78، وحتى على الشركة الأم آبل التي جاءت في المركز 39. التراجع الكبير في مكانة آبل يُعزى، وفق التقديرات، إلى تأخرها في دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في أجهزتها، في وقت كانت قد وعدت مرارًا بتقديم “ثورة ذكاء اصطناعي” لكنها لم تفِ بذلك حتى الآن.
في المقابل، نجحت سامسونغ في دمج قدرات الذكاء الاصطناعي في أجهزتها الحديثة، وذلك من خلال إدماج مساعد جوجل الجديد “Gemini” الذي يتيح للمستخدمين تنفيذ مهام صوتية، تشغيل تطبيقات مثل واتساب وسبوتيفاي، وحتى تفعيل وضع Live للتحدث مباشرة مع النموذج اللغوي. هذا النوع من التكامل التقني يلقى ترحيبًا من المستخدمين الذين يبحثون عن وصول سهل ومباشر إلى الذكاء الاصطناعي من أجهزتهم الشخصية، في حين لا تزال “سيري”، المساعدة الصوتية في أجهزة آيفون، غير قادرة على تقديم ميزات مشابهة.
أما من حيث الحصة السوقية، فوفق التقديرات، تستحوذ سامسونغ على ما بين 42% إلى 44% من سوق الهواتف الذكية في إسرائيل، ما يجعلها الشركة الأولى من حيث عدد الأجهزة التي تم استيرادها خلال العام الماضي. تحتل آبل المرتبة الثانية بحصة تتراوح بين 28% إلى 31%، وتليها شاومي بحصة تتراوح بين 22% و24%. باقي العلامات التجارية مثل OnePlus وVivo تستحوذ على النسبة المتبقية الصغيرة.
الطلب على الهواتف الذكية ارتفع خلال عام 2024، ويُرجّح أن أحد الأسباب هو انخفاض السفر إلى الخارج نتيجة الحرب، بالإضافة إلى حصول جنود الاحتياط على مكافآت مالية، ما أتاح للمستهلكين ميزانية أكبر لاقتناء أجهزة جديدة.
في المقابل، سجّل قطاع الحواسيب تراجعًا ملحوظًا على مستوى العلامات التجارية. ورغم بقاء HP كأكثر العلامات تفضيلًا في هذا القطاع، إلا أنها تراجعت بنحو 30 مركزًا في المؤشر السنوي مقارنة بالعام الماضي، في حين تراجعت لينوفو بـ حوالي 40 مركزًا.
وتخوض الشركات في هذا المجال أيضًا سباقًا نحو دمج الذكاء الاصطناعي في أجهزتها، ليس فقط على مستوى الميزات الظاهرة، بل أيضًا في التحسينات الخلفية مثل إدارة الطاقة وسطوع الشاشة بناءً على عادات استخدام كل مستخدم.
على صعيد السوق، تُظهر الأرقام أن لينوفو تفوقت في الربعين الأخيرين بحصة سوقية تتراوح بين 34% إلى 45%، متقدمة على HP التي استحوذت على 28% إلى 33%. وهذا ينعكس أيضًا في الابتكارات التي طرحتها لينوفو، مثل الحاسوب بشاشة مرنة قابلة للطي والتوسيع بضغطة زر. وكان الوضع مختلفًا قبل ذلك، حيث سجلت HP تفوقًا واضحًا بحصة بلغت 34% مقابل 28% إلى 30% للينوفو.
أما شركة Dell فحصتها السوقية تتراوح بين 14% إلى 15%، وهي نسبة تتماشى مع موقعها في المؤشرات العامة. بينما تواصل آبل تراجعها، حيث لم تتجاوز حصتها السوقية في جميع الفصول 5%، وغالبًا ما تتراوح بين 4% إلى 5% فقط.
مقالات ذات صلة: الفارق في المبيعات يتراجع إلى 18% فقط: الفجوة بين هواتف أبل وسامسونغ تستمرّ في التقلّص











