/
/
المعسّل في خطر: قانون جديد بالكنيست لحظر النكهات في منتجات التدخين المختلفة

المعسّل في خطر: قانون جديد بالكنيست لحظر النكهات في منتجات التدخين المختلفة

شرعت لجنة الاقتصاد في الكنيست هذا الأسبوع بمناقشة مشروع قانون جديد يهدف إلى حظر إضافة النكهات بجميع أنواعها إلى منتجات التدخين، بما في ذلك السجائر التقليدية والإلكترونية والمعسل في الأرجيلة. وقد يكون لهذا القانون صدى خاص في المجتمع العربي، إذ إنّ46.5% من الشباب العرب وحوالي 17.4% من الشابات العرييات جرّبوا تدخين الأرجيلة.
أيقون موقع وصلة Wasla
wasla brands
300183780 502516205208519 4962501477860219236 n
أنواع مختلفة من المعسل، صورة توضيحية، المصدر: فيسبوك

شرعت لجنة الاقتصاد في الكنيست هذا الأسبوع بمناقشة مشروع قانون جديد يهدف إلى حظر إضافة النكهات بجميع أنواعها إلى منتجات التدخين، بما في ذلك السجائر التقليدية والإلكترونية والمعسل في الأرجيلة. المشروع الذي صاغه النائب إيلي دلال من حزب الليكود يحظى بدعم واسع من وزارة الصحة والهيئات المهتمة بمكافحة التدخين.

خلال الجلسة أوضح وزير الصحة أورئيل بوسو أن شقيقه توفي بسبب سرطان الرئة نتيجة التدخين المفرط، لافتًا إلى أن الإحصاءات تشير إلى وفاة شخص كل ساعة وربع تقريبًا في إسرائيل بسبب التدخين، أي ما يعادل 22 حالة وفاة يوميًا. الوزير شدد على أن هذه الأرقام المروعة لم تتغير منذ سنوات، وهو ما يعزز ضرورة الإسراع في سنّ هذا القانون للحد من الأضرار الصحية والاقتصادية التي قدّرها بعشرات المليارات.

المشروع بصيغته الجديدة توسع ليشمل جميع أنواع منتجات التدخين، بعدما كان يقتصر في نسخته الأصلية على السجائر الإلكترونية فقط. وبحسب النص المقترح، سيتم حظر أي إضافة للنكهات أو المواد التي تقلل من حدة طعم الدخان أو تحسّن من الإحساس به، بما يشمل نكهات مثل المنثول والتوابل التي تُستخدم لاستمالة المدخنين الجدد، لا سيما من فئة الشباب.

تأتي هذه الخطوة في ظل تقارير رسمية تشير إلى أن متوسط عمر بدء التدخين في إسرائيل يقل قليلًا عن 13 عامًا، وأن أكثر من نصف المراهقين الذين جربوا التدخين بدأوا بالسجائر الإلكترونية المنكهة. ووفقًا لدراسات أمريكية استشهدت بها الجهات المعنية، فإن نحو 70% من المراهقين الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية صرحوا بأنهم سيتوقفون عن استخدامها إذا لم تتوفر نكهات غير التبغ.

Design for website
سيجارة إلكترونية بنكهات مختلفة

شيرا كيسلو، المديرة العامة للمبادرة الوطنية لمكافحة التدخين، اعتبرت أن القانون ليس مجرد تعديل تجميلي وإنما معركة حقيقية ضد ظاهرة وصفتها بـ«الجائحة» التي تستهدف الأطفال والمراهقين. وذكرت أن شركات التبغ تستخدم النكهات كوسيلة «مغرية» لإخفاء أضرار التدخين واستدراج جيل جديد من المدخنين.

من جانب آخر، أبدت شركات التبغ اعتراضها على توسيع نطاق الحظر، وطلب اتحاد غرف التجارة الذي يمثل مستوردي السجائر تأجيل مناقشة القانون بحجة الحاجة إلى دراسة التعديلات الجذرية التي طرأت عليه، إلا أن طلبهم قوبل بالرفض وأُصرّ على عقد الجلسة وفق الجدول المحدد.

اللافت أن التوسّع ليشمل حظر النكهات في الأرجيلة قد يحظى بتأثير خاص داخل المجتمع العربي، إذ يشير بحث أجرته “ناس” أن حوالي 46.5% من الشباب العرب وحوالي 17.4% من الشابات العرييات جرّبوا تدخين الأرجيلة. في المقابل، يرى البعض أن شركات التبغ قد تستخدم ذلك كحجة للحديث عن مساس بـ«الثقافة العربية»، رغم أن أبحاثًا تشير إلى أن عادة تدخين الأرجيلة بهذه الطريقة حديثة نسبيًا وليست جزءًا أصيلًا من العادات والتراث العربي.

مع ذلك، لا تزال الطريق أمام القانون طويلة، إذ من المقرر أن تواصل لجنة الاقتصاد نقاشاتها استعدادًا للتصويت عليه بالقراءة الأولى، وسط ترقّب لمزيد من المعارك القانونية والضغوط من شركات التبغ خلال الأسابيع المقبلة.

مقالات مختارة