
كشف تقرير جديد لاتحاد مستوردي السيارات في إسرائيل أن سوق السيارات الكهربائية يمر بأسوأ تراجع له منذ سنوات، إذ هبطت حصته السوقية من 25% العام الماضي إلى 16% فقط هذا العام.
بحسب التقرير، آلاف السيارات الكهربائية اليوم مركونة في مواقف ضخمة تحت الشمس، حيث التزم المستوردون بعقود شراء لكميات كبيرة من السيارات من المصنعين الصينيين، لكن المبيعات بطيئة، ما جعل السيارات “تكحل” فعليًا تحت الشمس بدل أن تُباع.
السبب الرئيسي، وفق للخبراء المطلعين على السوق، أن الحوافز والتخفيضات لم تعد كافية لإقناع المشترين. السيارة الكهربائية تحتاج لمحطة شحن منزلية أو انتظار طويل عند محطات عامة، وهذه البنية التحتية ما زالت غير متاحة للجميع. لذلك فإن الحملات التسويقية والخصومات الكبيرة لم تعد مغرية بما يكفي.
من ناحية الأسماء، ما زالت علامات مثل Zeekr، Xpeng وBYD معروفة لدى الجمهور، لكنها تفقد زخمها. BYD باعت فقط 4,328 سيارة خلال نصف عام، في مقابل 4,073 سيارة باعتها Xpeng، أما Dongfeng Box فلم تتجاوز مبيعاتها 809 سيارة، وهو رقم متواضع جدًا. حتى السيارات المصنّفة «فاخرة» مثل Hongqi أو Voyah لم تحقق ما كانت تطمح إليه؛ فالجمهور لم يقتنع بأن السيارة الصينية الفاخرة تضاهي الجودة الأوروبية.
التقرير يكشف أيضًا أن بعض الشركات الصينية بدأت تشعر بخيبة أمل من الشركاء المحليين. لذلك ترسل وفودًا لاستكشاف إمكانية تبديل المستوردين أو إضافة وكلاء جدد لتحريك السوق، خاصة أن هناك التزامات مالية كبيرة لم تُنفذ.
الأزمة تنعكس مباشرة على الأسعار. ففي الخريف المقبل قد يضطر المستوردون إلى بيع كميات كبيرة بسعر منخفض جدًا لتفريغ المخازن، ما يعني أن سعر السيارات المستعملة ستنخفض أيضًا. من ناحية أخرى، يعتقد بعض التجار أن الرهان سيكون على السيارات «الفاخرة» لأن جمهورها لا يزال يرى فيها بديلًا تقنيًا متطورًا.
باختصار، كانت إسرائيل تُوصف مؤخرًا بأنها «جنة السيارات الكهربائية» في منطقة البحر المتوسط، لكن الأرقام الحالية تثبت أن هذا التوصيف تغير. اليوم تتحول السيارات الكهربائية إلى عبء مالي على بعض المستوردين، فيما ينتظر السوق حلولًا حقيقية مثل محطات شحن أكثر انتشارًا وخطط بيع أكثر واقعية.
مقالات ذات صلة: بين المنافسة مع السيارات الصينية وانتهاء “شهر العسل” مع ترمب: أرقام المبيعات تكشف خيبات تسلا











