/
/
الجمع بين النار والماء سهل في يد قطر: شركة BSW الإسرائيلية تدرب جنودًا قطريين على تقنيات السايبر في الدوحة

الجمع بين النار والماء سهل في يد قطر: شركة BSW الإسرائيلية تدرب جنودًا قطريين على تقنيات السايبر في الدوحة

أيقون موقع وصلة Wasla
wasla brands
1024px Soldiers at Military Parade on Qatar National Day on the 18th of December 2018. Photo by Ijas Muhammed Photography
عناصر من الجيش القطري في عرض عسكري في الدوحة، الصورة: ويكيميديا

يُقرّ المتنبي في إحدى قصائده بصعوبة أن يجمع الإنسان بين الحظ الجيّد وبين العلم والعقل، فهما في رأيه نقيضان يشبهان الجمع بين الماء والنار في يدٍ واحدة. لكن يبدو أن يد الإمارة القطرية الصغيرة هي استثناء لم يعرفه المتنبي في عصره، فهي تجمع ببساطة بين كافة المتناقضات في يدها، كالعلاقات مع إسرائيل وحماس في الوقت ذاته، أو الصداقة الوثيقة مع إيران والولايات المتحدة، حيث تشكل قطر وسيطًا دبلوماسيًا تستفيد منه إيران، وتستضيف وتموّل قاعدة العديد الجوية الأكبر في الشرق الأوسط، والتي ستنطلق المقاتلات الجوية منها في أي تصعيد عسكري ضد إيران.

وفي سياق التناقض هذا، وخلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي لا تنقل أخبارًا سواها قناة الجزيرة القطرية، كشفت صحيفة “ذا ماركر”  أن مجموعة BSW الإسرائيلية، ومقرها مدينة رعنانا، تُشرف على تشغيل مدرسة تدريب عسكرية في العاصمة القطرية الدوحة، متخصصة بتأهيل جنود الجيش القطري في مجال السايبر. وبينما تؤكد الشركة أن نشاطها يقتصر على التدريب الدفاعي، تشير مصادر متعددة مطلعة إلى أن التدريب شمل، على الأقل في الماضي، مهارات متعلقة بالسايبر الهجومي أيضًا.

مجموعة BSW – المعروفة أيضًا بعلامتيها التجاريتين CyberProAi وSoteria – دخلت السوق القطرية منذ عام 2017 بعد توقيع عقود مع الحكومة القطرية، وبنت بموجبها مركزين للتدريب داخل قواعد عسكرية في الدوحة. ومنذ مطلع 2018، أشرفت المجموعة على تأهيل مئات الجنود القطريين باستخدام أدوات متقدمة في مجال السايبر.

وبالرغم من تأكيدات BSW على اقتصار نشاطها على “التدريب الدفاعي”، تكشف مستندات وشهادات حصلت عليها صحيفة ذاماركر أن نشاطها شمل في السابق تدريبات في مجال الهجوم السيبراني، وهو ما ترفضه الشركة بشكل قاطع. حيث صرّح أحد مؤسسيها، إيرن رومانو، أن “بيع تقنيات السايبر الهجومي لقطر غير قانوني، ولذلك لم ولن ننخرط في هذا النوع من النشاطات، لا بشكل مباشر ولا غير مباشر”.

المجموعة تضم بين صفوفها أسماء بارزة من المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، منها رئيس الأركان ووزير الخارجية الأسبق غابي أشكنازي الذي يشغل منصب رئيس المجموعة منذ عامين، في حين أن رئيس قسم التكنولوجيا والسايبر السابق في جهاز “الموساد”، حغاي إيتكين، يشغل منصب مدير العلاقات الصناعية في الشركة. كما يعمل الجنرال المتقاعد لئور كرميلي، الذي قاد وحدة السايبر والاتصالات في الجيش الإسرائيلي، كعضو في اللجنة الاستشارية لمجلس إدارة الشركة.

وأكدت الشركة أن هذه الشخصيات “لا علاقة لها بالمشروع في قطر”، وأنها “لم تزر الدولة ولم تشارك بأي لقاء مع جهات قطرية”، لكنها على دراية بوجود المشروع. وأحد الجوانب الحساسة في هذا الملف هو الدور الحالي لبعض تلك الشخصيات في ملفات إسرائيلية أمنية، مثل ملف الأسرى، ما يثير تساؤلات بحسب صحيفة ذاماركر حول مدى التداخل بين المصالح الأمنية والأنشطة التجارية الخاصة في دول أجنبية.

ورغم أن شركة BSW شددت في بيانها على أن “نشاطها عالمي، ويركز فقط على التدريب والجاهزية السيبرانية، وتلتزم بجميع القوانين والمعايير ذات الصلة”. إلا أن صحيفة ذا ماركر تشير إلى أنها ستنشر لاحقًا نتائج تحقيق يكشف، حسب وصفها، “تناقضًا جوهريًا” مع هذه الرواية للشركة.

مقالات ذات صلة: الهجوم الإسرائيلي على إيران والردّ الإيراني بمئات الصواريخ على إسرائيل يهزّان الأسواق

مقالات مختارة