في شهر أبريل، بدأ المسافرون يشعرون ببعض الانفراج مع تراجع أسعار الطيران، لكن سقوط صاروخ حوثي في محيط مطار بن غوريون في بداية مايو قلب المعادلة رأسًا على عقب. بعد هذا الحدث، أعلنت 19 شركة طيران أجنبية عن إلغاء رحلاتها إلى البلاد، قبل أن تعود خمس منها فقط لاحقًا. النتيجة كانت احتكار الشركات الإسرائيلية للسوق، وعند الاحتكار ترتفع الأسعار.
عند مقارنة الأسعار الحالية بتلك التي تم رصدها في أبريل، يظهر الفرق الشاسع. فبحسب مقارنات نشرتها صحيفة “ذاماركر”، فإنّ تكلفة رحلة ذهاب وعودة إلى باريس في أبريل كانت 193 دولارًا فقط مع شركة ترانسافيا، لكنها الآن تبدأ من 589 دولارًا لدى “الـ-عال”. أما التذكرة إلى لندن، فقد ارتفع سعرها من 132 دولارًا مع “ويز إير” إلى 631 دولارًا لدى “الـ-عال”، في زيادة تقارب خمسة أضعاف.
حتى الوجهات الأقرب مثل أثينا، والتي تركز عليها الشركات الإسرائيلية كثيرًا وتزيد من عدد الرحلات إليها لتسهيل انتقال المسافرين منها إلى وجهات أخرى، لم تسلم من الارتفاع. قبل شهر، كانت التذكرة إلى العاصمة اليونانية تبدأ من 87 دولارًا فقط عبر ويز إير، أما الآن فسعرها يبدأ من 253 دولارًا لدى “الـ-عال”. ومع ذلك، ما زالت شركتا “أركيع” و”يسرائير” تقدمان أسعارًا أقل قليلاً، حيث تبلغ التذكرة عبر “أركيع” 175 دولارًا، وعبر “يسرائير” 205 دولارات.
الخط الأكثر تعقيدًا يظل خط نيويورك، سواء من ناحية قلة المقاعد المتاحة أو ارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق. في أبريل، كان بالإمكان شراء تذكرة إلى نيويورك بسعر يبدأ من 954 دولارًا عبر شركة يونايتد إيرلانيز، لكن هذا السعر قفز حاليًا إلى 1,671 دولارًا لدى “الـ-عال”، بحسب صحيفة “ذاماركر”. ولأن الطلب مرتفع جدًا على هذا المسار، فإن تذاكر الدرجة الاقتصادية تنفد بسرعة، ما يدفع المسافرين لشراء تذاكر في درجات أغلى، حيث تصل في درجة رجال الأعمال إلى 5,439 دولارًا.
ورغم الانتقادات المتكررة الموجهة إلى “الـ-عال” برفع الأسعار خلال الأزمات، والتي أدت سابقًا إلى فتح تحقيق من قبل سلطة المنافسة، حاولت الشركة هذه المرة امتصاص الغضب بإعلانها عن أسعار مخفضة للدرجة الاقتصادية في اتجاه واحد: 99 دولارًا إلى لارنكا، 149 دولارًا إلى أثينا، 333 دولارًا إلى روما، 392 دولارًا إلى باريس، و799 دولارًا إلى نيويورك. لكن هذه الأسعار سارية فقط حتى 21 يونيو، وتشمل اتجاهًا واحدًا، ما يعني أن السعر الفعلي للذهاب والإياب سيكون ضعف ذلك على الأقل. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الأسعار تطبق على تذاكر “لايت” التي تشمل فقط حقيبة يد ووجبة خفيفة ومشروب، دون حقيبة سفر كبيرة.
وفي بيانها، أوضحت “الـ-عال” أن عشرات الآلاف من التذاكر المخفضة تم حجزها. وأكدت أنها ستواصل توفير أسعار مخفضة حتى 21 يونيو، بالإضافة إلى عروض مثل رحلة ذهاب وإياب إلى لارنكا بـ199 دولارًا، وإلى أثينا بـ299 دولارًا لتذكرة من نوع “لايت”. ودعت الجمهور إلى الحجز المبكر من خلال موقع الشركة ومتابعة القنوات الرقمية للحصول على الأسعار المحدثة.
أما شركة “أركيع”، فقد أعلنت عن رفع أسعار السفر مع الحقائب بنسبة تصل إلى 33%، مبررة الخطوة بارتفاع تكاليف التشغيل في صناعة الطيران العالمية، وهو ما وصفته بالاضطرار إلى تعديل الأسعار. وبحسب التعديلات الجديدة التي ستدخل حيز التنفيذ في 1 يوليو 2025، سيصبح سعر إضافة حقيبة كبيرة وزنها 20 كغم عند الحجز المسبق 45 دولارًا بدلاً من 40 دولارًا، بينما يبقى سعر الدفع في المطار 90 دولارًا دون تغيير. أما حقيبة اليد الصغيرة بوزن 8 كغم، فسيرتفع سعرها عند الحجز المسبق من 15 إلى 20 دولارًا، وفي المطار من 20 إلى 25 دولارًا.
