حصلت شركتا “دان” و”دانيا سيبوس” على موافقة رسمية لشراء 132 عربة قطار من الشركة الصينية العملاقة CRRC، عبر فرعها الأمريكي في بوسطن، بقيمة تصل إلى 383 مليون دولار (حوالي 1.4 مليار شيكل)، لصالح مشروع “الخط الأزرق” للقطار الخفيف في القدس، بحسب مصادر لموقع كالكاليست الاقتصادي. يأتي ذلك بعد فترة من التحفظ الأمريكي غير المعلن رسميًا على التعامل المباشر مع شركات صينية مدرجة على القائمة السوداء للبنتاغون.
الاتفاق الذي تم التوصل إليه مؤخرًا بوساطة وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، جاء عقب لقاء عقد في الأسبوع الماضي بمشاركة كبار ممثلي مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، وزارة المالية، وسفارة الولايات المتحدة. الجانب الإسرائيلي أوضح أن عملية الشراء تتم من خلال الامتيازات الخاصة وليس من قبل الحكومة الإسرائيلية، كما جرى التأكيد على أن الشراء سيكون من الفرع الأمريكي للشركة الصينية وليس من الشركة الأم، بما يضمن دخول إيرادات الضرائب إلى الخزينة الأمريكية ويخفف من الحساسية السياسية، بحسب ما أورد موقع كالكاليست.

من الجمود إلى الانفراج: كيف تشكل القرار؟
منذ توقيع الاتفاق الأولي في نهاية عام 2024 بين “دان” و”دانيا سيبوس” وشركة CRRC، كانت الصفقة معلقة بانتظار موافقة أمنية من جهاز الأمن العام (الشاباك) ومجلس الأمن القومي، نظرًا للموقف الأمريكي المتحفظ بشأن التعاون الاقتصادي مع الصين. وبسبب إشارات أمريكية (غير رسمية) بالرفض، تم إقرار التجميد المالي للمشروع الشهر الماضي عبر بنك لئومي دون حسم هوية المورد، بانتظار الحسم السياسي والأمني.
مع مرور الوقت، ووسط الضغوط الزمنية والمالية لتقدم المشروع، طرحت الشركة الصينية حلاً بديلاً: تنفيذ الصفقة عبر مصنعها الأمريكي الذي يزود السوق الأمريكي نفسه بعربات قطار، ما منح مخرجًا دبلوماسيًا وتجاريًا مقبولًا لكافة الأطراف.
البدائل باهظة والتأخير مكلف
أثبتت الدراسات السوقية أن تكلفة العربات المصنعة في الصين هي الأدنى مقارنة بجميع المنافسين. على سبيل المثال، الشركة الكورية “هيونداي” عرضت أسعارًا تزيد بنحو مليون دولار لكل عربة مقارنة بـ CRRC، بحسب ما أورد موقع كالكاليست. ومع انسحاب الشركة البولندية PESA من المنافسة خلال الأزمة الأخيرة، أصبح من المرجح أن يتم إتمام الصفقة مع الصينيين، خاصة إن حافظت CRRC على سعرها الأصلي رغم التصنيع في الولايات المتحدة.
القرار النهائي بيد الشركتين الإسرائيليتين، لكن الكفة تميل نحو CRRC نظرًا لتكلفتها المنخفضة مقارنة بالمصنعين الآخرين، ولأن الانتقال إلى مزود جديد يعني على الأرجح تأخير المشروع لمدة سنة أو أكثر، وهو ما قد يكبّد خزينة المشروع خسائر تقدر بمئات ملايين الدولارات، بحسب تقديرات وزارة المالية.
مقالات ذات صلة: لتجنب غضب ترمب: تجميد صفقة بـ1.4 مليار شيكل مع الصين تتعلق بالقطار الخفيف في القدس










