/
/
حملة تبرعات للعربي الذي أوقف منفّذ هجوم سيدني

حملة تبرعات للعربي الذي أوقف منفّذ هجوم سيدني

وصلت إلى مليون دولار حتى الآن.
أيقون موقع وصلة Wasla
wasla brands
r100J3I6f11e 1 61 509 287 0 x large
أثناء تصدي أحمد الأحمد لمنفذ الهجوم – الصورة: مواقع التواصل

 

تحوّل أحمد الأحمد، المواطن الأسترالي من أصول سورية، إلى بطل في نظر الشعب الأسترالي بعد أن نجح في وقف أحد منفذي الهجوم المسلح الذي وقع في سيدني وأسفر عن مقتل خمسة عشر شخصًا كانوا يشاركون في احتفال بعيد الحانوكا.

أحمد الأحمد، البالغ من العمر ثلاثة وأربعين عامًا، خاطر بحياته مندفعًا بشكل تلقائي نحو أحد المسلحين وانقض عليه من الخلف محاولا السيطرة عليه ونزع سلاحه، في لحظة وثّقتها مقاطع فيديو انتشرت بسرعة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي وشاهدها ملايين حول العالم. ولعب تدخله الجريئ دورًا حاسمًا في إرباك المهاجمين والحد من حجم الخسائر البشرية.

وقال مصطفى الأسعد، أحد أقرباء الأحمد، في حديثه مع وكالة الأناضول، إن أحمد يحمل الجنسية الأسترالية وينحدر من أصول سورية وتحديدا من قرية النيرب في محافظة إدلب شمال غربي سوريا. وأوضح أن تصرفه جاء بدافع غريزي إنساني ومن دون تردد، وبأن حالته مستقرة بعد أن أُصيب بطلقين ناريين في كتفه ويده اليسرى، على إثر إطلاق المهاجم الثاني النار عليه من مسافة قريبة. ويخضع أحمد حاليًا للعلاج بالمستشفى، ومن المقرر أن يخضع لعملية جراحية لاستخراج الرصاص من جسده.

الخطوة التي أقدم عليها الأحمد قوبلت بإشادة واسعة على المستويين الرسمي والشعبي في أستراليا وخارجها. الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصفه بأنه رجل شجاع جدا أنقذ حياة كثيرين، فيما قال مفوض شرطة الولاية مال لانيون إن تدخله كان شجاعا وساهم في إنقاذ عدد كبير من الأرواح. رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز كريس مينز اعتبر ما فعله الأحمد من أكثر المشاهد التي لا تصدق، مؤكدا أن كثيرين ما زالوا على قيد الحياة بفضل شجاعته. كما أثنى رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي على تصرف الأحمد وغيره من المدنيين الذين اندفعوا للمساعدة، واصفا إياهم بأمثلة حقيقية للشجاعة والتضامن الإنساني.

على خلفية إصابته ودوره في وقف الهجوم، أطلقت شبكة وكالات السيارات الأسترالية Car Hub حملة تبرعات جماهيرية دعمًا له. الحملة حققت نجاحا سريعا، إذ تجاوزت التبرعات حاجز المليون دولار أسترالي خلال فترة قصيرة. أكبر المتبرعين كان بيل أكمان، وهو مدير صندوق “بيرشينغ سكوير كابيتال مانجمنت”، الذي تبرع بمبلغ مئة ألف دولار أسترالي (66 ألف دولار أمريكي تقريبًا) وشارك الحملة عبر حسابه على منصة إكس، ما ساهم في توسيع انتشارها. ومع تزايد الدعم، جرى رفع الهدف المالي للحملة أكثر من مرة ليصل حاليا إلى مليون وسبعمئة ألف دولار أسترالي (مليون ومئة ألف دولار أميركي تقريبًا).

في موازاة ذلك، أدانت الجاليات المسلمة في أستراليا الهجوم بشدة. وأصدر المجلس الوطني للأئمة الأستراليين بيانا أعرب فيه عن تضامنه مع الضحايا وذويهم، وطالب بمحاسبة المسؤولين عن الهجوم، مؤكدًا رفضه المطلق لكل أشكال العنف، ومشيدًا في الوقت نفسه بالموقف البطولي الذي جسده أحمد الأحمد.

مقالات مختارة