
تتجه العلاقات بين إسرائيل وألبانيا نحو مرحلة جديدة من التعاون الأمني والعسكري، بعدما أبرمت شركة “إلبيت معرخوت” صفقة ضخمة مع ألبانيا، الدولة الإسلامية العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لتزويدها بأنظمة مدفعية وطائرات مسيّرة، إلى جانب مساعدتها في تطوير صناعة دفاعية محلية خاصة بها.
وبحسب صحيفة هآرتس، تنص الاتفاقية الجديدة على أن تزود “إلبيت معرخوت” الجيش الألباني بمدافع من طراز ATMOS عيار 155 ملم تُحمل على شاحنات، وبقذائف هاون من نوع SPEAR عيار 120 ملم. كما تشمل الصفقة طائرات مسيّرة تكتيكية قصيرة المدى من نوعي Magni-X وThor، وهي من الأنظمة التي تُستخدم حاليًا في جيوش مثل بريطانيا والنمسا. وتُظهر وثائق رسمية أن الشركة الإسرائيلية ستساعد أيضًا في نقل المعرفة والتكنولوجيا إلى ألبانيا لتطوير قدرات إنتاج ذاتية لهذه الأنظمة.
لم تُعلن الحكومة الألبانية ولا شركة إلبيت معرخوت عن القيمة الرسمية للصفقة، لكن بالاستناد إلى صفقات سابقة مشابهة، تُقدَّر هآرتس تكلفة المنظومة الواحدة من مدافع ATMOS بنحو 5 ملايين دولار.
وبحسب الاتفاق، ستقوم الشركة في المرحلة الأولى بتسليم عشرة طائرات مسيّرة من طراز Magni-X للجيش الألباني، على أن تنتقل لاحقًا إلى المرحلة الثانية من التعاون، التي تتضمن إقامة مصنع عسكري جديد في شمال ألبانيا بالتعاون مع الشركة الحكومية KAYO. يمتد المصنع على مساحة تقارب 5,000 متر مربع، وسيُستخدم لإنتاج الطائرات المسيّرة وتجميع أنظمة المدفعية، بهدف إرساء قاعدة لصناعة دفاعية وطنية مستقلة في ألبانيا خلال السنوات المقبلة.
التعاون السيبراني بين إسرائيل وألبانيا ضد إيران شكّل الأساس الذي مهد الطريق لتوسيع العلاقات بين الجانبين
تُعد هذه الصفقة خطوة إضافية في توثيق العلاقات بين تل أبيب وتيرانا. ففي يوليو الماضي، وأثناء الحرب الإسرائيلية على غزة، وقعت الدولتان مذكرة تفاهم للتعاون الأمني، تتعهد بموجبها إسرائيل بمساعدة ألبانيا في تطوير بنيتها الدفاعية، حيث يقود رئيس الوزراء الألباني إدي راما هذا التوجه بقوة، مؤكدًا أن بلاده ستكون قادرة بحلول عام 2027 على تجهيز جيشها بطائرات مسيّرة من إنتاج محلي “يعتمد على التكنولوجيا الإسرائيلية” بحسب تعبيره. كما وقّعت “إلبيت معرخوت” في أبريل الماضي اتفاقًا آخر لإنشاء مدرسة طيران عسكرية في مطار فلورا، بالتعاون مع الشركة الألبانية نفسها.

تأتي هذه الشراكة في وقت تشهد فيه العلاقات بين ألبانيا وإيران توترًا شديدًا. ففي عام 2022، تعرضت ألبانيا لهجوم إلكتروني واسع النطاق اتهمت طهران بالوقوف وراءه، بعدما أدى إلى شلل في أنظمة حكومية ومؤسسات رسمية. وردّت تيرانا على ذلك بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران نهائيًا، ثم سارعت إلى توقيع اتفاق تعاون سيبراني مع إسرائيل لتعزيز قدراتها في مجال الأمن الرقمي وحماية البنية التحتية من الهجمات الإلكترونية. هذا التعاون السيبراني شكّل الأساس الذي مهد الطريق لتوسيع العلاقات بين الجانبين ليشمل اليوم التعاون العسكري والأمني المباشر.
صفقة ألبانيا ليست الوحيدة في سجل إلبيت معرخوت مؤخرًا، فالشركة، بحسب هآرتس، تواصل توسيع نشاطها الدولي رغم المقاطعات العالمية لإسرائيل. فقد وقّعت مؤخرًا صفقة بقيمة 120 مليون دولار مع سنغافورة لتزويدها بطائرات مسيّرة من طراز Hermes 900، كما جددت البرازيل عقدًا مع الشركة بقيمة تتجاوز 20 مليون دولار رغم تصريحات رئيسها لولا دا سيلفا التي اتهم فيها إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة.
في المقابل، أوقف دا سيلفا صفقة أخرى كانت تنص على شراء 36 مدفعًا من طراز ATMOS بعد أن فازت الشركة بالمناقصة، متجاوزًا قرار المحكمة الذي أجاز تنفيذها.
مقالات ذات صلة: تصاعد التوتر بين تركيا وإسرائيل: قبرص ساحة مواجهة جديدة بين البلدين











