/
/
في ظلّ مفاوضات غزة: شركات الطيران التي قد تعود قريبًا إلى البلاد

في ظلّ مفاوضات غزة: شركات الطيران التي قد تعود قريبًا إلى البلاد

أيقون موقع وصلة Wasla
wasla brands
1024px British Airways A350 1000 G XWBD @ LHR Jan 2020 e1732706102885
طائرة تابعة للخطوط الجوية البريطانية. من المتوقع عودتها في 26-10. الصورة: ويكيميديا

أعلنت الخطوط الجوية البريطانية (British Airways) نيتها استئناف رحلاتها إلى البلاد في السادس والعشرين من أكتوبر، بعد توقف دام نحو نصف عام. القرار يأتي بعد انقطاع كامل منذ مايو الماضي، عندما سقط صاروخ أُطلِق من اليمن قرب مطار بن غوريون وأدى إلى موجة إلغاء جماعية لرحلات معظم الشركات الأجنبية. ومنذ ذلك الحين، ظلّ الخط الجوي بين لندن وتل أبيب شبه مشلول، بعدما تخلت الشركة عن موسم الصيف بأكمله في إسرائيل، بما في ذلك فترة العطلات والأعياد اليهودية التي عادةً تشهد إقبالاً مرتفعاً على السفر.

عودة الخطوط الجوية البريطانية، إن تمت فعلاً، ستعيد بعض الحركة إلى واحد من أكثر المسارات رواجاً بين البلاد وأوروبا. فبعد انسحاب شركات كبرى مثل فيرجن أتلانتيك التي أوقفت رحلاتها “حتى إشعار آخر”، وإيزي جت التي قررت تعليق عملياتها حتى نهاية مارس 2026، تقلص العرض الجوي بشكل كبير، ما خلق اختناقاً في الحجوزات وارتفاعاً كبيراً في الأسعار، خاصة للرحلات المخصصة للعائلات ورجال الأعمال. حالياً، لا تزال شركات محدودة فقط، مثل ويز إير وبعض الشركات الإسرائيلية، تسير رحلات منتظمة إلى لندن، ما جعل السوق البريطانية واحدة من أكثر الأسواق تأثراً بالحرب.

لكن أسئلة كثيرة لا تزال معلقة بشأن تفاصيل عودة بالخطوط الجوية البريطانية. فالشركة لم تحدد بعد ما إذا كانت ستُسيّر رحلات مباشرة بين لندن وتل أبيب، أم أنها ستعتمد نموذجاً أكثر حذراً عبر محطة توقف في لارنكا القبرصية كما فعلت سابقاً. كما لم يُعرف بعد إن كانت ستستخدم طائرات صغيرة أم ستعود إلى تشغيل الطائرات الواسعة كما كان قبل اندلاع الحرب.

وتشير التوقعات أيضًا إلى أن الخطوط الإسبانية “إيبيريا”، التابعة للمجموعة ذاتها (IAG)، تخطط بدورها لاستئناف رحلاتها بين مدريد وتل أبيب، في خطوة منسقة تعكس محاولة حذرة لإعادة الارتباط التدريجي بإسرائيل، وسط استمرار القلق الأمني في المنطقة.

طائرة تابعة لريان إيرن- الصورة: ويكيميديا
طائرة تابعة لريان إير. الشركة لن تعود قريبًا- الصورة: ويكيميديا

في المقابل، قررت الخطوط الجوية الإيطالية ITA، وهي الناقل الوطني لإيطاليا، تمديد تعليق رحلاتها من وإلى تل أبيب حتى 31 ديسمبر، متضمنة أيضاً رحلات اليوم الأول من يناير 2026 التي كانت مبرمجة مسبقاً. وكان من المفترض أن تعود ITA إلى العمل في نهاية أكتوبر، لكنها اختارت التأجيل حتى نهاية العام، مبررة ذلك بمواصلة تقييم الوضع الأمني في مطار بن غوريون ومحيطه.

وأوضحت الشركة أن الركاب الذين اشتروا تذاكر يمكنهم إما إعادة جدولة رحلاتهم لمواعيد لاحقة أو طلب استرداد المبالغ المدفوعة بالكامل، في إشارة إلى عدم وجود جدول زمني واضح لعودة التشغيل في الأفق القريب.

ولم تكن ITA الوحيدة التي اتخذت هذا الموقف، فقبل أسبوع واحد فقط أعلنت ريان إير Ryanair، أكبر شركة طيران منخفض التكلفة في أوروبا، أنها لن تستأنف رحلاتها إلى إسرائيل خلال الشتاء المقبل. المدير التنفيذي للشركة، مايكل أوليري، صرّح مطلع سبتمبر بأنه غير واثق من قدرة الشركة على العودة حتى بعد انتهاء الحرب في غزة. وكانت ريان إير قد أوقفت عملياتها عدة مرات خلال الحرب، ثم عادت بشكل مؤقت في يناير 2025 عقب إعلان وقف إطلاق النار في غزة، بل ووضعت جدول رحلات كامل لتل أبيب في الصيف، إلا أن سقوط الصاروخ في مايو أعادها إلى نقطة الصفر، وأجبرها على وقف الرحلات مجدداً.

المشهد الأوروبي في مجال الطيران نحو إسرائيل يبدو اليوم متناقضاً: من جهة، بوادر انتعاش حذر من شركات مثل بريتيش إيرويز وإيبيريا التي تراهن على تحسن في الأوضاع الأمنية بسبب مفاوضات وقف الحرب، ومن جهة أخرى موجة حذر وتمديد للتعليق من شركات كبرى مثل ITA ورايان إير وإيزي جت التي لا ترى أجواء البلاد آمنة بما فيه الكفاية للعودة.

مقالات ذات صلة: هل ستعود الخطوط الجوية التركية إلى البلاد بعد وقف الحرب؟

مقالات مختارة