شهد مطار حيفا هذا الأسبوع افتتاح سوق حرة (ديوتي فري) جديدة تديره شركة “ليام” على مساحة 200 متر مربع، لبيع بضائع معفاة من الرسوم الجمركية كما هو الحال في مطار بن غوريون، لكن دون الازدحام وطوابير الانتظار. هذا الافتتاح يأتي في وقت عاد فيه المطار الشمالي للعمل بكامل طاقته بعد سنوات من النشاط المحدود.
وفق بيانات سلطة المطارات، استخدم المطار منذ بداية العام وحتّى شهر يونيو 67,964 مسافرًا للرحلات الدولية، رغم أن شهر يونيو تأثر بشكل ملحوظ بالحرب مع إيران، فيما يُنتظر أن يُسجل شهرا يوليو وأغسطس أرقامًا أفضل بكثير. أما بالنسبة للرحلات الداخلية، فقد سجل المطار 21,953 مسافرًا. وُسجلت هذه الأرقام بفضل شركة “طيران حيفا” airHaifa، والتي أعادت الحياة إلى المطار بعد أن كان شبه مهجور لسنوات، باستثناء فترات قصيرة عملت فيها شركات مثل Tus القبرصية.
تشغّل “طيران حيفا” رحلات إلى أربعة وجهات أوروبية هي لارنكا وبافوس ورودس وأثينا، إضافة إلى رحلات داخلية إلى إيلات. ويشير مسافرون من حيفا إلى أن زمن إجراءات تسجيل الوصول (Check-in) قصير جدًا، قد لا يتجاوز 15 دقيقة، مقارنة بالازدحام الشديد في مطار بن غوريون.
ومن حيث الأسعار، أظهر تقرير لموقع غلوبس الاقتصادي أن تذاكر “طيران حيفا” لشهر أغسطس أوشكت على النفاد خصوصًا في رحلات العودة، مع أسعار مبدئية موحدة تقارب 298 دولارًا لرحلة ذهاب وعودة إلى قبرص، بينما تنخفض الأسعار في سبتمبر إلى نحو 198 دولارًا. أما إلى رودس، فتبدأ أسعار اللحظة الأخيرة في أغسطس من 448 دولارًا، مقابل 298 دولارًا في سبتمبر. وفي حالة أثينا، ترتفع الأسعار قليلًا لتبدأ من 478 دولارًا في اللحظة الأخيرة، و358 دولارًا في سبتمبر.
بالمقارنة مع بن غوريون، غالبًا ما تكون أسعار اللحظة الأخيرة إلى قبرص أعلى في مطار حيفا، لكن مع انخفاض الطلب في سبتمبر تصبح أسعار بن غوريون أكثر تنافسية، خاصة بفضل تعدد شركات الطيران العاملة منه. وفي رحلات اليونان، فإن أسعار اللحظة الأخيرة عبر بن غوريون عمومًا أقل بفضل تنوع الشركات وكثرة الوجهات.
أحد أبرز مزايا مطار حيفا هو مواقف السيارات المجانية حاليًا، بينما لا يوجد خط قطار يصل إلى المطار كما الحال في مطار بن غوريون، إلا أن خدمة حافلات “Shuttle” تنقل الركاب من محطة القطار إليه. وتجعل تكلفة الانتقال من شمال البلاد إلى مطار بن غوريون خيار الطيران من حيفا أكثر جدوى في كثير م الأحيان، حتى إذا كانت التذكرة أغلى، لما يوفره من وقت ونفقات سفر إضافية.
تشغل “طيران حيفا” حاليًا ثلاثة طائرات من طراز ATR 72-600 بسعة 80 مقعدًا تقريبًا، ومن المقرر انضمام طائرة رابعة في سبتمبر، وخامسة قبل نهاية ديسمبر. ويعتمد اختيار هذا النوع من الطائرات على واقع أن مدرج المطار قصير نسبيًا (1,200 متر) ولا يسمح بهبوط الطائرات الكبيرة. تمديد المدرج إلى 1,500 متر قد يتيح رحلات أوسع إلى جزر اليونان، بينما تمديده إلى 1,900 متر قد يفتح الباب أمام رحلات إلى مدن أوروبية أكبر.
غير أن القيود الجغرافية تحيط بالمطار؛ إذ تمنع منشآت قائمة مثل مصافي النفط من التوسع باتجاه واحد، بينما يحده البحر من الجهة الأخرى. كما أن بناء ميناء الخليج الصيني في حيفا أضاف عقبات أخرى أمام خطط التطوير. وتؤكد بلدية حيفا أن مشروع تمديد المدرج ما يزال على الطاولة، مع خطط سلطة المطارات لإضافة 300 متر، وإن كان ذلك لن يكفي لتشغيل طائرات عريضة البدن. ويتطلب المشروع تمويلًا كبيرًا وإجراءات تنظيمية جديدة قد تستغرق سنوات قبل أن تصبح واقعًا.
