/
/
بعد وعودها بإنتاج أكثر من 5,000 روبوتًا في 2025: كم يبلغ عدد ما أنتجته تسلا حتّى الآن؟

بعد وعودها بإنتاج أكثر من 5,000 روبوتًا في 2025: كم يبلغ عدد ما أنتجته تسلا حتّى الآن؟

أيقون موقع وصلة Wasla
wasla brands
Tesla optimus bot gen 2 scaled cropped e1728812791760
روبوت أوبتيموس- المصدر: ويكيميديا

بعد مرور ثمانية أشهر من عام 2025، يبدو أن طموحات شركة “تسلا” في ميدان الروبوتات البشرية لم تواكب الوتيرة التي أعلنت عنها في بدايات العام. فبينما تعهّدت الشركة بإنتاج ما لا يقل عن 5,000 روبوتًا من روبوت “أوبتيموس” الشبيه بالبشر خلال هذا العام، لم تتمكن حتى الآن سوى من تصنيع بضع مئات فقط، بحسب ما أورده موقع “ذا إنفورميشن”.

هذا التأخير في الإنجاز يأتي في وقت تعاني فيه الشركة من تراجع ملموس في أدائها المالي. ففي الربع الثاني من العام، سجّلت تسلا انخفاضًا بنسبة 12% في إجمالي إيراداتها، وهو تراجع يُعزى بشكل رئيسي إلى انخفاض مبيعات السيارات الكهربائية، إلى جانب انخفاضات في مبيعات أخرى لم يُحدَّد تفصيلها.

ورغم هذا التراجع، ووسط ضغوط المستثمرين واهتزاز ثقة السوق، حاول الرئيس التنفيذي للشركة، إيلون ماسك، بث جرعة من التفاؤل خلال مكالمة أرباح الربع الثاني. وأكد ماسك أن “تسلا” ستبدأ إنتاج الجيل الجديد من روبوت “أوبتيموس 3” مع بداية العام المقبل. وأوضح أن الشركة تخطط للتوسع في الإنتاج “بأسرع ما يمكن”، مستهدفًا الوصول إلى إنتاج مليون وحدة سنويًا خلال أقل من خمس سنوات، وهو ما وصفه بأنه “طموح معقول”.

إلا أن هذه التصريحات ليست الأولى من نوعها. فقد سبق لماسك أن أطلق وعودًا مشابهة لم ترَ النور. ففي عام 2019، أعلن أن تسلا ستطلق مليون سيارة أجرة ذاتية القيادة بحلول عام 2020. ثم عاد في 2022 ليقول إن الإنتاج التجاري الواسع لهذه السيارات سيتم في 2024. لكن، حتى اللحظة، لم يتحقق أي من هذه التقديرات، ما يضع علامات استفهام حول واقعية الجداول الزمنية التي يطرحها ماسك.

وقد أصبح واضحًا أن تركيز الشركة بدأ يتحوّل من قطاع السيارات الكهربائية التقليدي إلى رهانات أكثر مستقبلية، مثل مشروع الروبوتات وخدمة سيارات الأجرة الذاتية القيادة. ويعتمد جزء كبير من تقييم “تسلا” السوقي اليوم على هذه الرهانات غير المثبتة، في وقت تتراجع فيه المبيعات الأساسية.

وفي مقابلة مع قناة “CNBC” في مايو الماضي، لخّص ماسك أولوياته المستقبلية بقوله: “الأشياء الوحيدة التي تهم على المدى الطويل هي الاستقلالية وروبوت أوبتيموس”. هذه الرؤية، وإن كانت طموحة، تضع الشركة أمام تحديات كبيرة في التنفيذ، خاصة في ظل بيئة تنافسية متسارعة وتكنولوجيا لم تصل بعد إلى مرحلة النضج الكامل.

هكذا، تجد “تسلا” نفسها اليوم في مفترق طرق: بين واقع مالي مقلق وتحديات إنتاجية حقيقية، من جهة، وطموحات ضخمة تسعى إلى تغيير قواعد اللعبة في مجالَي الذكاء الاصطناعي والروبوتات من جهة أخرى. فهل ستتمكن الشركة من تحويل الكلام إلى أفعال، خصوصًا وأن الكلام “عليه جمرك” في عالم الأعمال؟

مقالات ذات صلة: سيارة رخيصة جديدة من تسلا هذا العام… هل تعيد الشركة إلى طريق الأرباح؟

مقالات مختارة