تواجه شركة تسلا الأميركية، الرائدة في تصنيع السيارات الكهربائية، أحد أكبر التحديات في تاريخها الحديث، بعد تسجيلها انخفاضًا حادًا في مبيعاتها الفصلية للمرة الثانية على التوالي، وتراجع إيراداتها بنسبة 12% مقارنة بالعام الماضي. في ظل هذا التراجع، تراهن الشركة بقيادة إيلون ماسك على سيارة جديدة منخفضة التكلفة، تأمل من خلاله استعادة مكانتها في سوق يزداد ازدحامًا بالمنافسين، خاصة من الصين.
وأعلنت تسلا، يوم الأربعاء، أنها تمكنت من تصنيع نماذج أولية من سيارة كهربائية بأسعار معقولة، ضمن خطة طموحة تستهدف بدء الإنتاج التجاري واسع النطاق لهذا الطراز في النصف الثاني من العام الجاري. وتُعد هذه الخطوة محاولة لوقف تراجع الطلب وتوسيع قاعدة الزبائن، لا سيما في ظل استياء بعض المستهلكين من مواقف ماسك السياسية وتصريحاته المثيرة للجدل.
وجاء هذا الإعلان في وقت عصيب للشركة، حيث انخفض سهم تسلا بنسبة 2.6% في تداولات ما بعد إغلاق السوق، بحسب ما نقلته وكالة “رويترز”. كما أظهرت النتائج المالية الفصلية، للربع الممتد بين أبريل ويونيو 2025، تراجع الإيرادات إلى 22.5 مليار دولار، مقارنة بـ25.5 مليار دولار خلال الفترة نفسها من العام الماضي، ما يعكس خيبة أمل في الأسواق، خصوصًا بعد الفشل النسبي لإطلاق النسخة المحدثة من طراز “واي”، السيارة الأكثر مبيعًا لدى الشركة.
وبلغت نسبة هامش الربح الإجمالي من السيارات 14.96%، وهي نسبة فاقت توقعات “وول ستريت”، مدفوعة جزئيًا بانخفاض كلفة تصنيع السيارة الواحدة. ورغم ذلك، فإن عدد عمليات البيع على مستوى العالم انخفض بنسبة 13.5% في الربع الثاني، وهو ما يبقى دون التوقعات التي كانت الأسواق تأمل بتحقيقها.
ويقول جاكوب بورن، المحلل في شركة “إيماركتر”، إن نتائج تسلا “المخيبة للآمال لم تكن مفاجئة بالنظر إلى الطريق الصعب الذي سلكته الشركة مؤخرًا”. وأضاف أن “الطراز منخفض الكلفة قد يشكل نقطة تحوّل إذا استطاعت الشركة تسويقه بطريقة فعالة”.
تواجه تسلا اليوم ضغوطًا متعددة: من جهة، هناك منافسة شرسة من شركات صينية تقدم سيارات كهربائية بأسعار أرخص وجودة متنامية؛ ومن جهة أخرى، تتصاعد التحديات الداخلية المرتبطة بإدارة السمعة، في وقت باتت فيه شخصية ماسك المثيرة للجدل مصدر قلق لبعض الزبائن والمستثمرين.
مقالات ذات صلة: العروض الجديدة على سيارات Tesla: دفعة أولى قد تصل إلى 31 ألف شيكل.. وتقسيط شهري بلا فوائد
