/
/
«اللاعب الفلسطيني يلعب بقلبه قبل قدميه»

«اللاعب الفلسطيني يلعب بقلبه قبل قدميه»

تعرّفوا على مؤنس اغبارية أصغر وكيل لاعبين معتمد من الفيفا.
أيقون موقع وصلة Wasla
wasla brands

حصل مؤنس اغبارية من قرية مصمص مؤخرًا على رخصة وكيل لاعبين دولي معتمد من الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA)، ليُسجّل اسمه كأصغر وكيل لاعبين محلي ودولي في فلسطين. وشارك اغبارية في حضور مباريات بطولة كأس العرب بنسختها الثانية في قطر منذ الأيام الأولى، ومن المتوقع أن يحضر المباراة النهائية بين منتخبي الأردن والمغرب، وذلك في إطار سعيه للتشبيك وبناء العلاقات المهنية مع كوادر اللعبة.

أجرينا هذا الحوار مع مؤنس اغبارية حول رحلة الاعتماد الدولي، وتجربة كأس العرب، والآفاق التي يفتحها الحضور المباشر في مثل هذه البطولات.

“هذه أفضل نسخة للمنتخب الفلسطيني. قدّم المنتخب أداءً مشرّفًا، ولعب بروح قتالية واضحة، وأثبت قدرته على المنافسة رغم الظروف.”

 

7f905164 2fde 4bf9 96d0 9e00d09fcc1d
وكيل اللاعبين مؤنس اغبارية

 

بدايةً، من هو مؤنس اغبارية؟ وكيف بدأت رحلتك في عالم وكالات اللاعبين؟

بدأتُ كلاعب كرة قدم في مركز الظهير الأيسر، لكن أجبرتني الإصابة على التوقف. واصلتُ تعليمي وأصبحتُ مدرس كرة قدم، وحصلتُ على عدة شهادات، منها: مدرب كرة قدم، مدرب لياقة بدنية، مدرب شخصي، ومنقذ سباحة دولي. دخلت هذا المجال بدافع الشغف الحقيقي بكرة القدم، والإيمان بأن الموهبة العربية، والفلسطينية تحديدًا، تستحق من يدافع عنها ويدعمها بشكل مهني. بدأت رحلتي مبكرًا بمتابعة اللاعبين، وبناء العلاقات، والتعلّم المستمر، إلى حصلتُ على الاعتماد الرسمي، وهو ثمرة عمل طويل وليس صدفة.

ما الذي دفعك لدخول مجال معقّد ومزدحم مثل وكالات اللاعبين؟

ما دفعني هو الفراغ المهني الذي كنت أراه حول كثير من اللاعبين الموهوبين في منطقتنا. مواهب كثيرة ضاعت بسبب ضعف الإدارة وغياب الوكيل الداعم. هذا المجال معقّد نعم، لكنه يحتاج إلى أشخاص صادقين يعملون بعقلية طويلة المدى ويضعون مصلحة اللاعب أولًا. شعرتُ أن بإمكاني أن أُشكِّل إضافة حقيقية في هذا المجال.

“تُلهِمُكَ هذه الأجواء العربية الجامعة وتُشعرك بأن كرة القدم أكثر من مجرد لعبة”

 

ماذا يعني لك أن تكون أصغر وكيل معتمد من الفيفا؟ 

هذا اللقب أعتزّ به، لكنه لا يُشعرني بالغرور. أراه مسؤولية أكثر من كونه إنجازًا شخصيًا. نعم، يضع ضغطًا إضافيًا، لكنه ضغط إيجابي يدفعني لأن أكون أدقّ وأكثر التزامًا، لأن أي خطوة تُحسب عليّ مضاعفة.

ما أبرز التحديات التي واجهتها في بداياتك؟ وكيف تجاوزتها؟

أبرز التحديات كانت قلّة الثقة بسبب العمر، وصعوبة الدخول إلى دوائر مغلقة في عالم كرة القدم. تجاوزت ذلك بالعمل الهادئ، والالتزام، والصدق، وبناء السمعة خطوة خطوة. مع الوقت، النتائج تتكلم بدل الكلام. الاستمرارية هي المفتاح.

أنت وكيل اللاعب عميد محاجنة، كيف بدأت العلاقة بينكما؟ 

قبل العلاقة المهنية، عميد أخ وصديق ويعرف قدراتي ويؤمن بها. العلاقة بدأت على أساس الثقة المتبادلة. هو لاعب موهوب، منضبط، ويملك عقلية تهدف إلى التطوّر المستمرّ. ما يميّزه ليس فقط أداؤه داخل الملعب، بل التزامه خارجه واهتمامه بصحته وحياته الرياضية.

“فتح لي كأس العرب قنوات تواصل مع لاعبين، وأندية. ستظهر النتائج قريبًا في سوق الانتقالات القادم.”

 

هل تمثّل لاعبين آخرين؟

أمثّل حاليًا 12 لاعبًا، وسبق أن مثّلت أكثر من 10 لاعبين. هناك أسماء شابة نعمل معها بهدوء، وأفضّل الإعلان عن الأسماء بعد اكتمال الصورة قانونيًا ومهنيًا. التوقيت والدقة أهم من الاستعراض. يوجد أخبار جميلة ومفاجآت قريبًا.

ما الفلسفة التي تتبعها في اختيار اللاعبين؟

أختار اللاعب قبل الموهبة: آخذ بعين الاعتبار شخصيته، والتزامه، واستعداده للتعلّم. الموهبة وحدها لا تصنع مسيرة ناجحة، بل يجب أن تتوفّر العقلية الصحيحة التي تصنع لاعبًا قادرًا على النجاح والاستمرار. الحياة خارج الملعب لا تقل أهمية عن داخله.

9204db92 fc40 466e 8037 12c8e0205708
مؤنس اغبارية رفقة المدرب الفرنسي الشهير آرسن فينغر

 

كأس العرب

حضرتَ مباريات كأس العرب في قطر منذ الأيام الأولى، كيف كانت التجربة مهنيًا وشخصيًا؟

التجربة كانت رائعة وغنية جدًا مهنيًا، وفرصة لمتابعة مستوى عالٍ من التنظيم والاحتراف. تُلهِمُكَ هذه الأجواء العربية الجامعة وتُشعرك بأن كرة القدم أكثر من مجرد لعبة. أرفع قبعتي لدولة قطر وسمو الأمير على التنظيم، والملاعب، والأمن والأمان، فكلّ شيء كان قمة في الإبداع.

ما أكثر اللحظات التي أثّرت فيك خلال البطولة؟

وحدة الجماهير العربية، خاصة عندما تتوحّد خلف منتخباتها. هذه الطاقة تؤكد أهمية البطولات العربية، وأن اللاعب العربي يزدهر عندما يشعر بالدعم والانتماء.

ما أبرز الأمور التي تعلمتها من التواجد في المدرجات وبين الكوادر الفنية؟

التفاصيل الصغيرة تصنع الفارق: إدارة المباراة، قراءة المدربين، والتعامل مع الضغط. التواجد بين الكوادر يمنحكُ رؤية لا تحصل عليها من المشاهدة العادية، بما فيها التحديات الشخصية اليومية للاعبين والمدربين.

“تُلهِمُكَ هذه الأجواء العربية الجامعة وتُشعرك بأن كرة القدم أكثر من مجرد لعبة”
مؤنس اغبارية مع الجماهير العربية في كأس العرب

 

منتخب فلسطين

كيف تقيّم أداء منتخب فلسطين في البطولة؟

قدّم المنتخب أداءً مشرّفًا، بروح قتالية واضحة، وأثبت قدرته على المنافسة رغم الظروف. هذه أفضل نسخة للمنتخب الفلسطيني. نقاط القوة كانت الروح الجماعية، الانتماء، الالتزام التكتيكي، والإصرار. اللاعب الفلسطيني يلعب بقلبه قبل قدميه.

ما الجوانب التي تحتاج إلى تحسين مستقبلًا؟

نحتاج إلى مزيد من الاستقرار، وعودة الدوري الفلسطيني، وتطوير العمق في بعض المراكز، والاستثمار في الفئات العمرية، وتوسيع الكادر لتكون دكة البدلاء بنفس مستوى اللاعبين الأساسيين.

من أبرز اللاعبين الذين لفتوا انتباهك في البطولة؟

علي علوان (الأردن)، عادل بولبينة (الجزائر)، حمد حمدان (فلسطين)، ومحمد إنريك (السودان).

كيف تسهم هذه التجربة في تعميق معرفتك بالسوق العربي؟

تمنحني صورة واقعية عن مستوى اللاعبين وتوجهات الأندية واحتياجات السوق، بعيدًا عن التقارير المكتوبة. المشاهدة المباشرة لا تُعوّض، وكذلك الحوار وجهًا لوجه مع اللاعبين والإدارات.

ما الفائدة المباشرة لوكيل اللاعبين من التواجد في بطولة مثل كأس العرب؟

بناء العلاقات، قراءة السوق، واكتشاف الفرص. هذه البطولات ليست للاستمتاع بالمشاهدة فقط، بل للعمل أيضًا، فباب واحد يفتح لكَ ألف باب.

7858b7e7 6f60 4388 ad75 9ebeea18bbc7
“المشاهدة المباشرة لا تُعوّض، وكذلك الحوار وجهًا لوجه مع اللاعبين والإدارات.”

 

هل فتحت البطولة قنوات تواصل جديدة؟

نعم، مع مدربين، لاعبين، كشافين وأندية. بعض النتائج سيظهر أثرها قريبًا، خاصة في سوق الانتقالات القادم.

 ما هو هدفك الأكبر خلال السنوات القادمة؟

بناء اسم مهني موثوق، وتمثيل لاعبين يصلون لأعلى المستويات دون أن يفقدوا هويتهم أو قيمهم.

هل تطمح لتمثيل لاعبين في الدوريات الأوروبية والعالمية؟

بالتأكيد. حلمي أن أرافق لاعبًا بقرارات صحيحة ليصل إلى أعلى مستوى، وأن أكون ضمن أفضل الوكلاء في العالم.

كلمة أخيرة للجيل الشاب

لا تختصروا الطريق. تعلّموا، اصبروا، واعملوا بصدق. النجاح الحقيقي لا يأتي سريعًا، لكنه عندما يأتي يكون ثابتًا. لا تستسلموا أبدًا، واتبعوا أحلامكم حتى تتحقق.

مقالات ذات صلة: “بعتُ مؤخرًا لوحةً بـ 70 ألف شيكل، لكن تمرّ عليّ أشهر لا أبيع فيها أي لوحة”

مقالات مختارة