
رغم أن الحكومة أعلنت أنها لن ترفع الضرائب العام القادم، لكن الواقع يثبت عكس الذلك. فالقرارات المالية التي دخلت حيز التنفيذ في الميزانية السابقة فرضت زيادة فعلية في العبء الضريبي على المواطنين، من خلال تجميد درجات ضريبة الدخل وتجميد قيمة نقاط الاستحقاق، إضافة إلى زيادة قيمة الدفعات للتأمين الوطني. كل هذه الخطوات جعلت العاملين يدفعون أكثر، حتى دون تغيير مُعلَن في نسبة الضرائب.
يُفترَض أن يتم تحديث درجات ضريبة الدخل كل عام بما يتماشى مع التضخم، حتى يبقى مستوى الضريبة مواكبًا لارتفاع الأسعار، وكي لا يدفع العامل ضريبة أعلى فقط لأن راتبه ازداد بنسبة قليلة لا تتوافق مع نسبة الغلاء، بعد أن أدخله هذا الارتفاع الطفيف براتبه في شريحة ضريبية أعلى. لكن الحكومة جمّدت ارتفاع درجات ضريبة الدخل لعام 2025 و2026 و2027، وهذا التجميد جعل العاملين يدفعون ضريبة أعلى بمئات وأحيانًا بآلاف الشواكل مقارنة بما كانوا سيدفعونه لو ارتفعت درجات ضريبة الدخل مع غلاء الأسعار. ففي عام 2025 كان يفترض أن ترتفع الدرجات بنسبة 3.2%، لكنها بقيت كما كانت في 2024.
فمثلًا، العامل الذي يتقاضى راتبًا قدره 15,000 شيكل دفع في عام 2025 ضريبة إضافية قيمتها 339 شيكل مقارنة بما كان مفترضًا أن يدفعه لو لم يتم تجميد درجات ضريبة الدخل. أما من يبلغ دخله 30,000 شيكل فقد دفع 1,366 شيكل إضافية. وفي عام 2026، ومع بقاء الدرجات مجمّدة رغم تضخم متوقع نسبته 2.7%، سيرتفع العبء أكثر؛ فمن يتقاضى راتب 15,000 شيكل سيدفع 635 شيكل إضافية، وسيدفع من يتقاضى 30,000 شيكل زيادة قيمتها 2,556 شيكل.

نقاط الاستحقاق ودفعات التأمين الوطني
كذلك، جُمّدَت قيمة نقاط الاستحقاق أيضًا، فالقيمة السنوية لنقطة الاستحقاق بقيت 2,904 شيكل بدل أن ترتفع إلى 3,078 شيكل، وهو ما يزيد العبء الضريبي على المواطنين. مثلًا، سيدفع رجل لديه طفل عمره سنة في 2025 مبلغًا إضافيًا قدره 628 شيكل، وفي 2026 سيدفع 1,173 شيكل إضافية بسبب تجميد قيمة نقاط الاستحقاق.
وإضافة إلى ذلك، ارتفعت المدفوعات للتأمين الوطني؛ إذ أصبح العامل يدفع نسبة 1.04% من دخله حتى مبلغ 7,522 شيكل، بعد أن كانت النسبة 0.4% فقط في السابق. هذا التغيير وحده أدى إلى زيادة قيمتها 576 شيكل سنويًا لمن يكسب 7,522 شيكل أو أكثر. كذلك، ارتفعت دفعات التأمين التي يدفعها صاحب العمل أيضًا، فأصبح يدفع 866 شيكل إضافية بالسنة عن كلّ موظف لديه. أما المستقل، فارتفعت نسبة ما يدفعه للتأمين الوطني بمقدار 1.6%، وهو ما يعني زيادة قدرها 1,444 شيكل في السنة.
كما جرى أيضًا تجميد مستوى الدخل الذي تُحسب عنده شرائح التأمين الوطني؛ إذ بقي هذا المستوى ثابتًا عند 7,522 شيكل بدل أن يرتفع مع التضخم. ونتيجة لهذا التجميد، يدفع العامل الذي يتجاوز دخله 7,750 شيكل زيادة سنوية مقدارها 751 شيكل، بينما يدفع المستقل زيادة أكبر تصل إلى 1,689 شيكل في السنة.
وعند جمع كلّ هذه الزيادات يتضح حجم العبء الكامل؛ إذ ستدفع امرأة عزباء تتقاضى 15,000 شيكل شهريًا خلال عامي 2025 و2026 مبلغًا إضافيًا قدره 3,210 شيكل. وسيدفع العامل الذي يكسب 20,000 شيكل شهريًا ولديه طفل عمره بين سنة وسنتين 6,236 شيكل زيادة خلال العامين. أما المستقلة التي تكسب 30,000 شيكل ولديها طفلان فستدفع 10,000 شيكل زيادة في هذين العامين.
مقالات ذات صلة: أرباح معدومة: لماذا لم ينعكس ارتفاع مؤشر S&P 500 على صناديقنا التقاعدية؟











