تشهد مدينة حيفا في السنوات الأخيرة إقبالًا متزايدًا من العائلات العربية والأزواج الشابة الذين يختارون الانتقال إليها، بحثًا عن جودة حياة أفضل بعد أن أصبحت الحياة اليومية في غالبية البلدات العربية عبئًا ثقيلاً بسبب آفة العنف والجريمة وتأثيرها المباشر على شعور الأمان وجودة الحياة. “الانتقال من بلدة عربية إلى مدينة كبيرة مثل حيفا ليس قرارًا بسيطًا، لا من الناحية الاقتصادية ولا الاجتماعية، ويتطلب استعدادًا مُسبقًا وضروريًا”، يقول أسامة حنا، الوسيط العقاري الخبير الذي رافق مئات العائلات والأزواج الشابة العرب وساعدهم في العثور على بيت أحلامهم في المدينة التي تفتح أبوابها للجميع.
أسامة، انت تدير مكتب وساطة عقارية ناجح ومعروف حيفا منذ سنوات طويلة، كيف تُفسر موجة الهجرة الكبيرة من البلدات العربية إلى حيفا في السنوات الأخيرة؟
كانت حيفا وما زالت المدينة الوحيدة في البلاد التي لا يشعر فيها المواطن العربي بأنه غريب أو غير مرحب به، وهي كانت دائما مكان للعائلات العربية التي تبحث عن طابع حياة مديني حقيقي، أسلوب حياة متحرر نسبيا وفيه قدر كبير من الخصوصية. لكن في السنوات الأخيرة نحن نشهد فعلا موجة هجرة كبيرة لعائلات وافراد من المجتمع العربي بسبب تدهور الأوضاع المعيشية في البلدات العربية نتيجة تفاقم العنف والجريمة والفساد في السلطات المحلية وسوء البنى التحتية وغيرها من الأسباب التي تدفع بمن يبحث عن جودة حياة أفضل للانتقال إلى حيفا.
الانتقال إلى حيفا يتطلب استعدادًا نفسيًا وماليًا وتنظيميًا. من يخطط جيدًا برفقة خبير، سيكتشف أن المدينة تمنحه أكثر مما تأخذ منه
من تجربتك الواسعة كوسيط عقاري، ما هي أبرز الأخطاء التي تقع فيها العائلات عند شراء أو استئجار شقة في حيفا؟
الخطأ الأكثر شيوعًا هو اتخاذ القرار بسرعة دون دراسة كافية. أحيانًا يكون وراء ذلك ظرف طارئ — مثل الحاجة للانتقال السريع بسبب الرغبة في مغادرة بيئة غير آمنة — فيندفع الناس نحو شراء أو استئجار الشقة الأولى التي تبدو مناسبة دون فحص كافٍ. البعض يُغريه السعر المنخفض أو الصور الجميلة المنشورة على الإنترنت، لكنه يكتشف لاحقًا أن الموقع غير ملائم، أو أن الخدمات المحيطة محدودة. كذلك، لا ينتبه الكثيرون إلى التكاليف الإضافية مثل الأرنونا ورسوم الصيانة الشهرية وما شابه. هنا تأتي أهمية الوسيط العقاري المهني الذي يوفّر نظرة شاملة تساعد العائلة على اتخاذ قرار واعٍ ومدروس، وتجنّب المفاجآت غير السارة بعد الشراء.
كيف تختلف أحياء حيفا من حيث الأسعار ونمط الحياة؟
حيفا مدينة متنوعة وملونة جدًا، ليس فقط من حيث الأحياء والمناطق، بل أيضًا من حيث نمط الحياة الذي يختلف كليًا عمّا اعتادت عليه العائلات في البلدات العربية. في البلدة العربية، يسود عادة نمط حياة تقليدي، أما في حيفا فالحياة أكثر استقلالية وتنظيماً، وكل حي يقدّم طابعًا مختلفًا. الأحياء السفلية مثل حي الاالمانية،كريات اليعيزر، ووادي النسناس قريبة من مركز المدينة والمواصلات وأماكن العمل، وتناسب من يفضّل النشاط اليومي، أما أحياء الكرمل، مثل الكرمل االفرنسي، دنييا وغيرها، فتتميّز بالهدوء والمساحات الخضراء ونمط الحياة العائلي الهادئ، لكنها أغلى من حيث الأسعار. وهناك أيضًا أحياء جديدة تُخطَّط خصيصًا لتلبية احتياجات الأزواج الشابة الباحثين عن مبانٍ حديثة وبنية تحتية متطورة. المهم في النهاية أن يُدرك كل شخص أن الانتقال إلى المدينة يعني تغييرًا في الإيقاع وأسلوب العيش، وأن يختار الحي الذي ينسجم مع طموحاته، ميزانيته، ونمط العلاقات الاجتماعية الذي يريده لعائلته.
هل هناك جوانب سلبية للانتقال إلى حيفا؟ ما هي التحديات التي تنتظر من يفكر في الانتقال إليها؟
بالتأكيد، مثل أي مدينة كبيرة، لحيفا مزايا كثيرة لكنها ليست خالية من التحديات. أول ما يلاحظه القادمون من البلدات العربية هو الاختلاف في الإيقاع ونمط الحياة. في حيفا الحياة أكثر استقلالية وتنظيماً، والعلاقات الاجتماعية تحتاج إلى وقت لتتكوّن.
تحدٍ آخر هو الجانب المالي — الأسعار في بعض الأحياء مرتفعة نسبيًا مقارنة بالبلدات العربية. وهناك أيضًا التحديات العملية: المواصلات، الازدحام، وصعوبة إيجاد مواقف في بعض الأحياء المركزية، وهي أمور تحتاج إلى تأقلم وتنظيم مسبق. لذلك أنصح دائمًا بأن لا يرى الناس الانتقال إلى حيفا كحلم مثالي فقط، بل كخطوة واقعية تتطلب استعدادًا — نفسيًا وماليًا وتنظيميًا. من يخطط جيدًا، سيكتشف أن المدينة تمنحه أكثر مما تأخذ منه.
كل صفقة عقارية هي قرار مصيري ومهم للعائلة قبل أن تكون صفقة مالية. لذلك نرافق الزبائن خطوة بخطوة
ما النصيحة التي تقدّمها لعائلة عربية تخطط للانتقال إلى حيفا؟
أن تبدأ بالتخطيط المبكر. من المهم تحديد الأولويات: هل تبحث عن قرب المدرسة؟ عن المواصلات؟ عن حي هادئ أم نابض بالحياة؟ بعد تحديد الاحتياجات، يمكننا توجيه العائلة إلى الخيارات المناسبة لها. كثيرون يظنون أن الشراء في حيفا صعب، لكن مع التوجيه الصحيح يصبح الأمر ممكنًا ومريحًا.
ما الذي يميّز مكتبك عن غيره من المكاتب العقارية؟
نحن نؤمن أن كل صفقة عقارية هي قرار مصيري ومهم للعائلة قبل أن تكون صفقة مالية. لذلك نرافق الزبائن خطوة بخطوة – من تحديد الاحتياجات وحتى تسليم المفاتيح. الشفافية، الثقة، والمعرفة الدقيقة بالسوق هي أساس عملنا، ولهذا يعود إلينا الزبائن بعد سنوات لتجديد تجربتهم معنا أو لترشيحنا لأصدقائهم.
بفضل الخبرة الواسعة والعلاقات المهنية المتينة في سوق العقارات الحيفاوي، أصبح أسامة حنا عنوانًا موثوقًا لكل من يبحث عن شقة في المدينة. وإذا كنتم تفكرون في الانتقال إلى حيفا، فإن الخطوة الأولى نحو القرار الصحيح تبدأ باستشارة الخبير المناسب.
للتواصل مع مكتب أسامة حنا: جادة بن جوريون 10، جوال: 054-6213100
