في خطوة تهدف لتعزيز صمود المزارع الفلسطيني وحماية الأرض الزراعية من مخاطر المصادرة والاستيطان، نظمت وزارة الزراعة الفلسطينية يوم الخميس الموافق 7 تشرين الثاني 2025، فعالية لتوقيع اتفاقية دعم لعدد من المزارعين الفلسطينيين ضمن برنامج المساعدة الزراعية الممول من الاتحاد الأوروبي، وذلك في قاعة غرفة تجارة وصناعة محافظة بيت لحم.
الفعالية أقيمت بحضور عدد كبير من المزارعين من مختلف المحافظات الفلسطينية، إضافة إلى شخصيات رسمية، على رأسها وزير الزراعة رزق سليمية، وعدد من ممثلي المؤسسات الشريكة والقطاع الخاص الفلسطيني.

مشروع بقيمة 10.4 مليون يورو لدعم 319 مزارعًا
في كلمته خلال الفعالية، وصف الوزير رزق سليمية مشروع المساعدة الزراعية بأنه “ركن أساسي في عمل وزارة الزراعة الفلسطينية”، موضحًا أن قيمة المشروع تبلغ نحو 10.4 مليون يورو (ما يعادل 38 مليون شيكل)، سيتم صرفها خلال فترة تمتد بين شهر إلى شهر ونصف. ويستهدف المشروع 319 مزارعًا من مختلف محافظات الضفة الغربية، فيما خصص مبلغ 2 مليون شيكل لدعم نحو 48 مزارعًا من محافظتي بيت لحم والخليل وحدهما.
وأوضح الوزير أن هذا الدعم يعتمد على الخطط التطويرية التي قدمها المزارعون أنفسهم، بما يتناسب مع أولويات كل منطقة واحتياجاتها الإنتاجية. وأشار سليمية إلى أن تنفيذ المشروع واجه تحديات بيروقراطية كبيرة بسبب متطلبات الاتحاد الأوروبي، التي شملت ضرورة توثيق ملكيات الأراضي وتوثيق الاعتداءات من قبل المستوطنين، بالإضافة إلى إعداد ملفات دقيقة للخطط الزراعية التطويرية. ورغم ذلك، أكد سليمة أن “هذا المشروع هو ثمرة جهد وتعب ومعاناة تُترجم اليوم إلى دعم ملموس لعجلة الإنتاج الزراعي”.
مشاريع إضافية بقيمة 33 مليون دولار قيد التنفيذ
وخلال كلمته، كشف الوزير سليمية عن مشروع آخر تنفذه وزارة الزراعة بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) وبتمويل من الاتحاد الأوروبي، تبلغ قيمته 33 مليون دولار. ويشمل هذا المشروع تنفيذ 350 مشروعًا زراعيًا، تم توقيع 90 منها حتى الآن، ومن المقرر استكمالها قبل نهاية العام الجاري، مؤكدًا أن الهدف هو تحويل الدعم الزراعي إلى برنامج وطني مستدام ومتكامل.

وأكد الوزير في ختام كلمته أن المزارعين يشكلون ما بين 60 إلى 70% من المجتمع الفلسطيني، وهم “اللبنة الأساسية في بناء منظومة الأمن الغذائي”، مشيرًا إلى أن الوزارة تسعى إلى تحويل الدعم المالي إلى فرص إنتاج حقيقية تضمن استمرارية العمل الزراعي، وتعزز الاعتماد على الذات في إنتاج الغذاء.
كما شدد على أن عملية توثيق اعتداءات المستوطنين على الأراضي الزراعية “أهم من المساعدات المادية نفسها”، لأنها تشكل أساسًا لحماية الحقوق القانونية للمزارعين، وتوثيق الانتهاكات أمام المجتمع الدولي.
واختُتم اللقاء بتوقيع الاتفاقيات الرسمية مع 48 مزارعًا من محافظتي بيت لحم والخليل، ضمن المرحلة الأولى من المشروع، والتي تبلغ قيمتها نحو 2 مليون شيكل.
مقالات ذات صلة: “تنكة الزيت بـ1500 شيكل” : الجفاف والاحتلال يعكّران موسم الزيتون في بيت جالا











