
يواجه قطاع الألبان والحليب في البلاد أزمة حقيقية مع اقتراب الأعياد اليهودية، بعد أن رفض الحاخامان الرئيسيان دافيد يوسف وكالمان بار طلب وزير الزراعة آفي ديختر بالسماح بتشغيل مصانع الألبان أيام السبت وخلال الأعياد بواسطة عمال غير يهود.
الهدف من الطلب كان تجنّب إهدار نحو ستة ملايين لتر من الحليب الخام خلال الشهر، وسيتم تحويل 13 مليون لتر إضافي إلى مسار التجفيف بدلاً من الإنتاج الطازج، وهو ما يُنذر بحدوث نقص واسع في الحليب الطازج الخاضع للرقابة في الأسواق، قد يصل إلى خمسة ملايين لتر خلال فترة الأعياد.
الوزير ديختر قدّم طلبه في ظل ظروف استثنائية هذا العام، حيث تتزامن الأعياد جميعها مع أيام عمل عادية، ما يفاقم من مشكلة توقف الإنتاج في أيام السبت والأعياد معًا. وأوضح أن السماح بتشغيل المزارع والمصانع بعمال غير يهود كان يمكن أن يقلص الخسائر ويضمن استقرار الأمن الغذائي. لكنه قوبل برفض قاطع من الحاخامية الرئيسية التي شددت في ردها على أن “السبت يشير إلى وجود الخالق في العالم”، ملوّحة بسحب شهادات الكوشر عن أي مصنع يعمل في أيام السبت أو الأعياد.
اللافت، بحسب موقع كالكاليست، أن هذه المرة لم تستخدم الحاخامية حجة “عدم وجود خطر على الحياة” كما جرت العادة في قضايا مشابهة، بل ركزت على البعد الرمزي والهوية الدينية للسبت باعتباره “علامة فارقة للأمة اليهودية”، وذهبوا إلى القول إن مجرد التزام المصانع بقدسية السبت هو “تعبير عن هوية الدولة اليهودية”. هذا الموقف جاء رغم وجود قطاعات اقتصادية وخدمية أخرى تواصل نشاطها في أيام السبت مثل شركة الكهرباء، مطار بن غوريون، بل وحتى بعض شبكات الأزياء والمراكز التجارية.
الخلاف لم يقتصر على وزارة الزراعة والحاخامية، بل ارتبط أيضًا بمحاولة سابقة من وزير المالية بتسلئيل سموتريتش لمعالجة الأزمة عبر فتح السوق أمام استيراد الحليب من الخارج خلال فترة الأعياد. إلا أن هذه الخطوة فشلت بعد أن أكد المستوردون استحالة توفير كميات كافية من الحليب الطازج في وقت قصير، ما دفع الحكومة للبحث عن حلول داخلية لتفادي الأزمة.
الحاخامان الرئيسيان أشارا في ردهم إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتصادف فيها حلول الأعياد مع أيام عمل، وأن قطاع الألبان تمكن في سنوات سابقة من إيجاد حلول عملية لمثل هذه التحديات. واستشهدوا بمثال رأس السنة الذي حل في بعض الأعوام يومي الخميس والجمعة، حيث تمكنت المصانع من تجاوز الصعوبات دون الحاجة للعمل في أيام السبت.
الأزمة الحالية تكشف عمق التداخل بين الدين والاقتصاد في إسرائيل، حيث تتحول قضايا تتعلق بالأمن الغذائي والإمدادات الأساسية إلى ساحة مواجهة بين المؤسستين الدينية والحكومية.
مقالات ذات صلة: “سعر المنتجات عند الدفع أعلى من سعرها على الرف”: غرامة كبيرة على كارفور إسرائيل











