
بعد ثلاثين عامًا من السيطرة، تنفصل شركة “بوظة شتراوس” عن يونيليفر إسرائيل، في إطار خطة عالمية لإعادة هيكلة مجموعة يونيليفر التي قررت إخراج نشاطها في قطاع البوظة من تحت جناحها المباشر. الخطوة تأتي تمهيدًا لإطلاق شركة عالمية جديدة تحت اسم The Magnum Ice Cream Company، ستُدرج أسهمها في بورصات أمستردام ولندن ونيويورك خلال الأشهر القريبة.
التحول يعني أن إدارة “بوظة شتراوس” ستعود لتعمل تحت هوية مستقلة، وإن ظلت يونيليفر العالمية تمتلك حصة من الأسهم دون أن تكون صاحبة السيطرة المباشرة. في هذا السياق، عُيّن دورون زيلبرشتاين مديرًا عامًا جديدًا للشركة بحسب ما أورد موقع كالكاليست، ومن المتوقع أن يكتمل انفصالها التنظيمي عن يونيليفر إسرائيل مع نهاية هذا العام. ورغم التغيير في البنية الإدارية والملكية، سيبقى اسم “بوظة شتراوس” في السوق الإسرائيلي كما هو، كما سيواصل مصنع الشركة في عكا العمل كالمعتاد، لإنتاج العلامات التجارية المعروفة للمستهلك المحلي.
البوظا تقلص الوظائف
الخلفية لهذه الخطوة بحسب موقع كالكاليست تعود إلى قرار استراتيجي اتخذته يونيليفر قبل نحو عام ونصف، عندما أعلنت عن نيتها فصل قطاع البوظة الذي يضم علامات عالمية مثل “بن آند جيريز” و”ماغنوم”، وتحويله إلى كيان مستقل. الهدف المعلن كان خفض النفقات بما يقارب 800 مليون يورو خلال ثلاث سنوات، وذلك عبر إعادة هيكلة تشمل أيضًا تقليص 7,500 وظيفة حول العالم.
القرار جاء بعد مؤشرات على تراجع حصة المجموعة في السوق، حيث انخفضت الإيرادات السنوية حتى ديسمبر الماضي بنسبة 0.8% لتصل إلى 59.6 مليار يورو. في المقابل، سجل قطاع البوظة وحده إيرادات بلغت 7.9 مليار يورو عام 2023، ما يوضح أهميته وقدرته على العمل ككيان مستقل يتمتع بالمرونة التشغيلية والمالية.
تاريخ “بوظة شتراوس” نفسه يكشف عن مسار طويل من الشراكات والتحولات. الشركة أُسست عام 1949 على يد عائلة شتراوس بهدف استغلال فائض الحليب من مزرعة العائلة. في 1995 دخلت يونيليفر العالمية شريكة بحصة 50% ضمن استراتيجيتها للسيطرة على الأسواق المحلية عبر شراء اللاعبين الأقوياء. بعد خمس سنوات عززت حصتها لتصبح صاحبة السيطرة الفعلية، وفي 2011 اشترت 39% إضافية من العائلة، قبل أن تُكمل الاستحواذ التام بعد ثلاث سنوات فقط.
ومع نقل نشاط البوظة إلى الشركة العالمية الجديدة، ستواصل يونيليفر إسرائيل إدارة أعمالها في مجالات الأغذية، والتنظيف والمنتجات الاستهلاكية الأخرى، من خلال مصانعها في حيفا وعكا وصفد.











