نشرت وزارة المالية تقريرًا مفصلًا عن رواتب المعلمين، حيث يكشف هذا التقرير الفوارق الكبيرة بين مختلف فئات المعلمين. فبحسب التقرير، بلغ متوسط راتب المعلم في 2024 بلغ 14,600 شيكل شهريًا (قبل الخصومات). هذا المتوسط ارتفع بنسبة 20% منذ 2019. وإذا نظرنا إلى وظيفة كاملة، فإن الراتب يصل إلى 16,600 شيكل.
لكن المعلم الجديد في سنته الأولى يتقاضى حوالي 7,450 شيكل فقط، أي نصف المعدل تقريبًا. السبب أن معظم المعلمين الجدد يوظَّفون في وظائف جزئية بمعدل 65% من الدوام الكامل، فلا يصلون إلى راتب السنة الأولى الكامل البالغ 11,500 شيكل. هذه السياسة تجعل سنوات العمل الأولى صعبة، إذ يحتاج المعلم إلى وقت طويل حتى يحصل على وظيفة قريبة من الدوام الكامل.
ورغم ذلك، ارتفع راتب المعلم الجديد الجزئي بنسبة 12% خلال عام واحد، إذ كان 6,650 شيكل في 2023. وبحسب التقرير، يبلغ الراتب الوسيط للمعلمين العاملين كموظفي دولة 13,800 شيكل، مقارنة بـ13 ألف شيكل في 2023.
الفوارق في وظائف الجهاز التعليمي
الفوارق بين المناصب واضحة جدًا. مدير المدرسة الابتدائية يحصل على نحو 30 ألف شيكل شهريًا، نائب المدير 23,800 شيكل، بينما يقف متوسط راتب المعلمين عند 14,400 شيكل. كما أن المعلم الذي قضى 36 عامًا في المهنة يكسب حوالي ثلاثة أضعاف المعلم الجديد (2.9 ضعف تحديدًا)، أي ما يقارب 22 ألف شيكل. ورغم أن الفارق تقلص قليلًا مقارنة بالسنة الماضية، إلا أنه ما زال أكبر من المعدل في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
التقرير يشمل فقط المعلمين الذين يُعتبرون موظفي دولة، في روضات الأطفال والمدارس الابتدائية والإعدادية. فلم يتطرق التقرير إلى التعليم الحريدي، كما لم يشمل المعلمين في المدالاس الثانوية الذين يعملون عبر السلطات المحلية. هؤلاء وقعوا في 2024 اتفاقًا جديدًا يضمن راتبًا يفوق 10 آلاف شيكل شهريًا للوظيفة الكاملة.
على صعيد آخر، لم يخلُ العام الماضي من توترات. في مايو، شارك عشرات الآلاف من المعلمين في إضراب ضد تقليصات الأجور التي قررتها الحكومة في ميزانية 2025. الاتفاق الذي أُبرم مع النقابات لم يلغِ التقليصات تمامًا، بل حدّد اقتطاعًا شهريًا بين 86 و270 شيكل لكل معلم. هذا الإجراء سيوفر للدولة نحو 1.2 مليار شيكل في 2025، على أن ترتفع الاقتطاعات قليلًا في 2026.
المعلمون البديلون
التقرير كشف أيضًا عن اتساع اللجوء إلى ساعات التعويض للمعلمين البدائل. بين 2019 و2024 ارتفع عدد هذه الساعات بنسبة 29%، وارتفعت كلفتها بنسبة 65%. وقد عادت هذه الساعات في 2024 وحدها 8,200 وظيفة معلم كاملة، مقابل 5,200 وظيفة في 2019. ويغطي كثير من هذه الساعات معلمون غير مختصين بالمادة، أو حتى معلمون لم يتأهلوا للتدريس، ما يزيد الضغط ويؤثر على جودة التعليم. وارتفعت المدفوعات للمعلمين مقابل هذه الساعات من 240 مليون شيكل عام 2019 إلى 540 مليون شيكل عام 2024.
الأرقام الرسمية قد تعطي انطباعًا بأن الوضع مثالي، حيث هناك 11 طالبًا لكل معلم. لكن الواقع مختلف، فالكثير من الصفوف مكتظة، وتوظف وزارة التعليم معلمين إضافيين للتعليم الحريدي، كما أن أسبوع عمل المعلم أقصر بيوم واحد من أسبوع الطالب، ما يزيد الحاجة إلى المزيد من المعلمين.
دوليًا، أظهر التقرير أن طلاب الابتدائية في إسرائيل يدرسون 819 ساعة في السنة، مقابل 805 ساعات في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD. أما عدد أيام الدراسة، فهو الأعلى في المنظمة: 209 أيام في السنة مقابل 186 في المعدل الدولي.
