/
/
مرحلة جديدة من التطبيع العسكري: افتتاح مصنع مغربي لإنتاج مسيّرات انتحارية إسرائيلية

مرحلة جديدة من التطبيع العسكري: افتتاح مصنع مغربي لإنتاج مسيّرات انتحارية إسرائيلية

أيقون موقع وصلة Wasla
wasla brands
1024px IAI Harop PAS 2013 01
طائرة مسيرة تنتجها شركة “صناعات الفضاء الإسرائيلية” (IAI)، صورة توضيحية. المصدر: ويكيميديا

 

يشهد التطبيع العسكري بين المغرب وإسرائيل مرحلة غير مسبوقة بعد افتتاح مصنع مغربي جديد قرب الدار البيضاء، يعمل بترخيص إسرائيلي لتصنيع مسيّرات (درونز) انتحارية تعتمد بالكامل على تكنولوجيا شركة BlueBird Aero Systems الإسرائيلية، بحسب ما أوردت صحيفة داماركر.

ويأتي هذا التطور تلبية لاحتياجات المغرب العسكرية، في وقت يواصل فيه الجيش المغربي استخدام المسيّرات بصورة واسعة في عملياته العسكرية ضد “جبهة البوليساريو” المدعومة جزائريًا في الصحراء الغربية. ففي الأيام الماضية، بثّت وسائل إعلام مغربية مقاطع تُظهر استهداف آلية تابعة للبوليساريو بواسطة مسيّرة انتحارية، في وقت تشهد فيه هذه الجبهة المشتعلة منذ 5 سنوات تطورات سياسية، بعد أن اعتمد مجلس الأمن الدولي، نهاية أكتوبر الماضي، قرارًا ينص على منح الصحراء الغربية “حكما ذاتيًا حقيقيًا تحت السيادة المغربية”، وهو ما اعتبرته الرباط حكمًا لصالحها.

شركة BlueBird، المتخصصة في تطوير المسيّرات التكتيكية، مملوكة مناصفة بين شركة “صناعات الفضاء الإسرائيلية” (IAI) ورجل الأعمال الإسرائيلي رونين ندير. ويمثل المصنع الجديد أول منشأة داخل المغرب تُنتج مسيّرات انتحارية من سلسلة SPYX، التي تُحلّق لفترة قصيرة فوق ساحة المعركة قبل تنفيذ هجوم انتحاري مباشر على الهدف الأرضي.

هذا الشكل من المسيّرات أصبح عنصرًا أساسيًا في العقيدة العسكرية المغربية داخل الصحراء الغربية، حيث يصعب استخدام القوات التقليدية على الأرض، وتصبح الأنظمة الجوية المتقدمة وسيلة حاسمة لتحديد الأهداف وضربها بدقة.

يعود تاريخ التعاون بين الرباط وتل أبيب في مجال المسيّرات إلى ما قبل التطبيع الرسمي في 2020 ضمن اتفاقيات أبراهام، إذ كشفت تقارير سابقة عن حصول المغرب في 2014 على مسيّرات “شوفال” (Heron) من شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية. وتوسع التعاون لاحقًا ليشمل مسيّرات انتحارية من طراز Harop، فضلاً عن شراء نحو 150 مسيّرة من إنتاج BlueBird في عام 2021، إلى جانب منظومة الدفاع الجوي BARAK-MX التي جرى بيعها للمغرب بقيمة تجاوزت نصف مليار دولار.

المصنع الجديد يعكس رغبة المغرب في التحول من مرحلة الاعتماد الكامل على استيراد المسيّرات إلى امتلاك قدرة إنتاجية داخلية، بما يوفر استقلالية أكبر في التسليح، وقدرة على تلبية احتياجات الجيش بصورة أسرع، في وقت يتسارع فيه سباق التسلح في شمال إفريقيا، ويشتد التنافس مع الجزائر. وبالطبع، يستفيد الجانب الإسرائيلي من التوترات التاريخية القائمة هناك، من أجل توسيع حضوره في سوق استراتيجية تدرّ عليه عوائد مالية ضخمة ناجمة عن نقل التكنولوجيا والترخيص وصفقات الأسلحة المباشرة، في وقت تُحظَر فيه الشركات العسكرية الإسرائيلية من المشاركة في كبرى المعارض الأوروبية.

مقالات ذات صلة: صفقات تسليح ضخمة وإنشاء مصانع عسكرية: تقارب غير مسبوق بين ألبانيا وإسرائيل

مقالات مختارة