/
/
التجويع سلاحًا: أطنان من الأغذية والأدوية تفسد تحت شمس سيناء

التجويع سلاحًا: أطنان من الأغذية والأدوية تفسد تحت شمس سيناء

في مدينة العريش ومحيطها وحدهما، يقدر أن الكميات المخزّنة تكفي لإطعام مليوني إنسان لعدة أشهر. إلا أن هذه المواد تتعرض للتلف تدريجيًا بسبب التخزين الطويل، وانتهاء الصلاحية، ودرجات الحرارة المرتفعة في صحراء سيناء.
أيقون موقع وصلة Wasla
wasla brands
1024px IDF Rafah May 2024 1
الدبابات الإسرائيلي في الجانب الفلسطيني من معبر رفح في مايو 2024، الصورة: ويكيميديا

رغم احتشاد آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية عند الحدود المصرية مع قطاع غزة، وتحديدًا في مستودعات شمال سيناء، فإن الحصار الإسرائيلي المتواصل على المعبر منذ مايو 2024 يحول دون إدخالها، ويترك سكان القطاع يواجهون الجوع والعطش والمرض، في ظل أوضاع وصفتها منظمات الإغاثة بأنها من الأسوأ في التاريخ الحديث.

تأتي هذه المساعدات من دول ومنظمات دولية ومصرية، وتشمل المواد الغذائية والطبية، والخيام، والكرفانات، وحليب الأطفال، ومياه الشرب، وغيرها من الاحتياجات الأساسية. لكنها ما زالت عالقة بفعل رفض سلطات الاحتلال تنسيق إدخالها، على الرغم من مناشدات يومية وتحركات دولية كثيفة، كان آخرها بيان مشترك من 25 دولة بينها فرنسا وإيطاليا وكندا وأستراليا، طالبت فيه بإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة وفتح المعابر فورًا. البيان وصف معاناة المدنيين في القطاع بأنها بلغت مستويات “غير مسبوقة”، وحذّر من شبح المجاعة الذي بات يهدد الحياة بشكل واسع.

بحسب تقرير لصحيفة العربي الجديد، في مدينة العريش ومحيطها وحدهما، يقدر أن الكميات المخزّنة تكفي لإطعام مليوني إنسان لعدة أشهر. إلا أن هذه المواد تتعرض للتلف تدريجيًا بسبب التخزين الطويل، وانتهاء الصلاحية، ودرجات الحرارة المرتفعة. مصدر مسؤول في الهلال الأحمر المصري أكد أنه تلقى خلال الأسابيع الماضية إشارات بضرورة الاستعداد لتحريك الشاحنات نحو غزة، لكنّ الاحتلال الإسرائيلي رفض جميع محاولات التنسيق.

من جهة أخرى، كشف عدنان أبو حسنة، المستشار الإعلامي لوكالة “الأونروا” في حديثه مع صحيفة العربي الجديد، أن لدى الأمم المتحدة عبر فرقها أكثر من ستة آلاف شاحنة جاهزة للدخول إلى غزة، تحمل مساعدات إنسانية تكفي لثلاثة أشهر على الأقل. وأضاف أن كميات من هذه المساعدات فسدت بالفعل نتيجة التأخر المتواصل في إدخالها، وهو ما يشكل خسائر كبيرة في وقت يموت فيه السكان من الجوع.

وصف أمجد الشوا، رئيس شبكة المنظمات الأهلية في غزة، الوضع الإنساني بأنه بلغ ذروة الكارثة، مشيرًا إلى أن الغزيين لم يعودوا يجدون ما يسدّ رمقهم من طعام أو ماء، وأن الحصول على العلاج الطبي بات شبه مستحيل. الشوا اعتبر أن استمرار منع المساعدات الإنسانية عن المدنيين، رغم وجودها عند الأبواب، يكرّس استخدام سياسة التجويع كسلاح ممنهج ضد الفلسطينيين.

معبر رفح، الذي طالما مثّل شريان حياة غزة نحو العالم، كان يؤدي دورًا إنسانيًا وتجاريًا حيويًا، لكنه خرج عن الخدمة منذ مايو 2024، بعدما احتلت إسرائيل الجانب الفلسطيني منه ضمن عمليتها البرية في مدينة رفح. ومنذ ذلك الحين، لم تدخل أي مساعدات أو وقود من خلاله، رغم الجاهزية الكاملة للطواقم المصرية، بحسب ما أكده مصدر رسمي في المعبر.

ويشير نفس المصدر إلى أن السلطات المصرية قدّمت منذ بداية الحرب تسهيلات كبيرة لدخول المساعدات الإنسانية، وساهمت في إدخال أكثر من 19,345 شاحنة حتى اللحظة، محمّلة بنحو 19,952 طنًا من الأغذية والأدوية والمستلزمات الطبية. لكن هذه الكمية لم تغطي سوى 39 يومًا فقط من الاحتياجات الغذائية التي يُفترض تأمينها لسكان القطاع خلال 21 شهرًا، ما يعني أن الوضع يتجه نحو الانهيار الكامل.

مقالات مختارة