
في 3 حزيران 2025، افتتحت جمعية أثَر أول حاضنة تكنولوجية للنساء في النقب، بهدف دمج الأكاديميات من المجتمع البدوي في قطاع الهايتك، وذلك بالتعاون مع مجموعة تَمام للمبادرات وصندوق بورتلاند، وهما الشريكان اللذان ساهما في تأسيس جمعية أثر صيف عام 2024.
المبادرة، أتاحت للنساء البدويات الأكاديميات فرصة الانخراط في مسار تأهيلي عملي يمتد على 400 ساعة، يشمل مجالات الأتمتة (Automation)، وضمان الجودة (QA)، والمهارات الشخصية. وستعمل الخريجات داخل أول حاضنة تكنولوجية نسائية أُقيمت في متنزه التشغيل “عيدان هنيجف”، والتي جرى فيها أيضًا التدريب، وذلك في بيئة مصممة لتناسب السياق الثقافي والاجتماعي للمشاركات وتلائم خصوصيتهن الحياتية.
وتشير البيانات إلى أن 90٪ من خريجات الدفعة الأولى تم دمجهن بنجاح في وظائف في قطاع الهايتك خلال ثلاثة أشهر فقط من إنهاء البرنامج. وفي هذا الصدد، تقول فرات البدور من اللقية، خريجة برنامج أثر: “انضمامي لبرنامج أثر كان نقطة تحول في حياتي. درست مساقات في فحص الأنظمة ERP وأتمتة ضمان الجودة QA Automation، وتغلبت على التحديات بمساندة زميلاتي والموجهين في الجمعية. كامرأة بدوية، أشعر بالفخر كوني من أوائل من يخترقن عالم الهايتك، وأتطلع إلى ترك أثر حقيقي في مجتمعي من خلال العلم والإرادة.”
مؤسسة بورتلاند، بالتعاون مع مجموعة تَمام، بادرت إلى تطوير الفكرة وقيادتها. وبصفتها مؤسسة غير ربحية تهدف إلى تعزيز تكافؤ الفرص، الحراك الاجتماعي، والتنمية الاقتصادية في الهوامش الاجتماعية-الجغرافية، تركّز مؤسسة بورتلاند على دمج الفئات المستبعدة في سوق العمل وتحديدا في الهايتك، من خلال إنشاء جمعيات ريادية قابلة للتكرار في مجتمعات مختلفة في أنحاء البلاد، مما يُحدث تأثيرًا بعيد المدى. في هذا المشروع، ساهمت المؤسسة بخبرتها المهنية، تطوير منهج تعليمي، ومرافقة تنفيذية دقيقة ساعدت على تحويل الرؤية إلى إنجاز ملموس. انضمت مجموعة تَمام، التي توظّف مئات النساء والرجال من المجتمع البدوي في النقب في شركات ومؤسسات اجتماعية، إلى مؤسسة بورتلاند بهدف تجسير التحديات المحلية الفريدة.

وشلكت مجموعة تَمام، التي توظّف مئات النساء والرجال من المجتمع البدوي في النقب من خلال شركات ومؤسسات اجتماعية، شريكًا آخر في المشروع ساهمت في سد الفجوات المحلية التي واجهها التنفيذ الميداني.
وصرّح رامي شفارتس، المدير العام لـبورتلاند، قائلًا: “أثَر ليس فقط مشروعًا ناجحًا؛ بل هو رسالة قوية بأن التنمية الحقيقية تبدأ من المناطق البعيدة عن المركز والمهمشة، حيث الحاجة هناك أكبر لكن الطاقة الكامنة أعظم. لقد واجه هذا المشروع العديد من التحديات، سواء على مستوى البنية التحتية أو الفجوات المجتمعية، لكنّنا أثبتنا أن الإرادة والتعاون يمكن أن يحوّلا حتى أصعب البيئات إلى منصات للابتكار والفرص.”
من جانبه، أكد إبراهيم النصاصرة، مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة تَمام: “التوظيف النوعي هو محرّك أساسي لتقدم المجتمع البدوي في النقب. لسنوات طويلة، لم تُتح للشباب والشابات من النقب فرص اندماج في وظائف نوعية ومؤثرة في الدولة. لكن هذا ليس قدرًا محتومًا. بفضل رؤية واضحة، ودعم شركاء حكوميين، وانخراط شركات هايتك، وعمل دؤوب من جميع الأطراف، يمكننا تخطي كل التحديات وبناء واقع جديد.” وأضاف: “هذا النجاح ليس مجرد إنجاز، بل هو إعلان واضح بأن النساء في النقب قادرات على الريادة، متى توفرت لهن البيئة الداعمة.”
وقال طلال القريناوي، رئيس بلدية رهط ورئيس منتدى رؤساء السلطات المحلية العربية في الجنوب: “منح فرص عمل في مجال الهايتك للنساء البدويات في النقب هو أمر في غاية الأهمية، ليس فقط لتمكين النساء، بل أيضًا لتطوير المجتمع بأسره. هذه الخطوة تفتح فرص جديدة في سوق العمل، وتفتح أمام شبابنا آفاقًا جديدة للنمو والريادة من داخل بيئتهم المحلية.”
مقالات ذات صلة: أنتجت نصف طن من الزعتر في عامها الأول: “ريا” أول تعاونية زراعية للنساء البدويات بالنقب











