مراهقونا يعيشون في عصر تغمره المعلومات، حيث تحيط بهم يوميًا سيولٌ لا تنتهي من المحتوى والمضامين عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. وسط هذا التدفق الهائل، تتفاوت جودة المعلومات التي يتلقونها، ما يترك بصمة واضحة على أفكارهم، تصوراتهم، وحتى سلوكياتهم. هنا يأتي دورنا، فمسؤوليتنا ليست فقط حمايتهم، بل تمكينهم بالأدوات اللازمة ليكونوا مستهلكين واعين، قادرين على التفاعل الذكي والمسؤول مع هذا العالم الرقمي الواسع.
في هذا السياق، تطلّ علينا مبادرة “عَ المضمون” وهي مبادرة اجتماعيّة محلّية بتمويل من السفارة الأمريكية تُعنى برفع الوعي وتعزيز المعرفة بمخاطر الشبكة من خلال تعزيز استهلاك مسؤول للمضامين والأخبار التي نتصفّحها عبر منصّات التواصل الاجتماعيّ. جاءت هذه المبادرة لتكون عنوانًا لكلّ فرد من مجتمعنا العربيّ بكلّ ما تحويه من موارد تعليميّة ومعلومات قيّمة تمّ اختيارها وملاءَمتها لتراعي الخصائص الفريدة لهذا المجتمع. وفي هذا المقال ستحدّثنا سبيل، وهي إحدى مؤسسي المبادرة، عن مشروع “عَ المضمون” وستخصّ بالذكر فئة المراهقين وكيف ستساهم هذه المبادرة في مساعدتهم على تذويت مهارات التفكير النقديّ والاستهلاك المسؤول والواعي للمضامين.

قبل أن نتوسّع في الحديث عن المبادرة وما تقدّمه للمراهقين والمراهقات، حدّثينا قليلًا عن نفسك.
أنا سبيل خطار رمال، موجّهة ومرشدة بنهج الكتابة العلاجية والإبداعية والسرد القصصي، ومؤسِسة مشروع “مساحة سبيل”، الذي يهدف إلى توفير مساحة شخصيّة متوازنة نفسيًا، جسديًا، وروحيًا، ليكون ملاذًا آمنًا للتعبير والتواصل مع الذات.
شاركتُ في تأسيس مبادرات مجتمعيّة عديدة تهدف إلى تعزيز السلام والتفاهم بين فئات المجتمع المختلفة، ومن أبرزها برنامج “نساء يصنعن السلام”. وفي عام 2023، فزت بمنحة مموّلة من قِبل AWE وUSAID في مجال ريادة الأعمال النسائية، حيث طورت من خلالها مشاريع مبتكرة لدعم التمكين الذاتي وريادة الأعمال لدى النساء في مختلف المجالات.
واليوم أنا صانعة محتوى اجتماعيّ، ثقافي، وتربوي، إذ نجحت في بناء مجتمع رقميّ يضمّ نحو 100,000 متابع/ة. المحتوى الذي أنشره يسلّط الضوء على قضايا اجتماعية وإنسانية تهدف أساسًا إلى تعزيز الحوار المجتمعيّ ونشر الوعي بين الأجيال الشابّة.
كيف ستساعد مبادرة “ع المضمون” المراهقين والمراهقات في استهلاك المضامين الإعلامية؟
في مبادرة “ع المضمون” نهدف إلى تقديم منصّة داعمة وشاملة للمراهقين والمراهقات، من خلال توفير أدوات وموارد تعليمية وتفاعلية مبتكرة تتيح لهم التفاعل مع المحتوى الرقمي بطريقة نقدية وواعية. نحن لا نكتفي بتوجيههم إلى كيفية استهلاك المعلومات، بل نسعى إلى تعزيز قدرتهم على التحليل والتقييم، ما يمكّنهم من اتخاذ قرارات مدروسة وذكية في عصر مليء بالمضامين المتنوعة والمتغيرة بسرعة.
كما نسعى إلى تعليم المراهقين كيفية التعامل مع الأخبار والمحتويات الرقمية بشكل يتماشى مع القيم الإنسانية والأخلاقية التي تُراعي خصائص مجتمعنا الفريد وتؤثّر بشكل إيجابي على حياتهم اليومية وعلاقاتهم الاجتماعيّة.

ما هي الأدوات التي تقدمونها للمراهقين في مجتمعنا للتعامل مع تحديات الشبكة؟
نحن نؤمن بأهمّية غرس مبدأ التفكير النقدي، وكيف يمكن للمراهقين أن يصبحوا أكثر وعيًا بما يستهلكون من معلومات على الإنترنت. فمن خلال هذه المنصة، نهدف إلى خلق بيئة تفاعلية تُساهم في تحسين مهارات المراهقين والمراهقات لاستهلاك مسؤول وواعٍ للمحتوى الرقمي. نحن ندعمهم في التمييز بين مصادر المعلومات المختلفة، وتعزيز قدرتهم على التحقق من صحتها وموثوقيتها.
إلى جانب ذلك، نسعى جاهدين لنشر الوعي حول أهمية إنتاج المحتوى الرقمي الموجه نحو القيم الأخلاقية، بحيث يساهم في الارتقاء بالمجتمع وتحقيق تأثير إيجابي يعزز من مفاهيم التواصل البنّاء والمساهمة المجتمعية. فمن خلال تعزيز مهارات التفكير النقدي، نساعد المراهقين على التعامل مع بحر المحتويات الرقمية والمعلومات التي تغمرهم يوميًا.
ما هي الرسالة التي تودّين توجيهها للأجيال الشابة؟
أود أن أقول لهم بأنّكم جيل الأمل والتغيير ووسائل التواصل الاجتماعي باتت جزءًا لا يتجزّأ من حياتكم. لذلك، يجب أن تتحملوا مسؤولية كبيرة في كيفية استهلاك المحتوى الرقمي. عليكم أن تكونوا حذرين في التعامل مع المضامين المُستهلكة في كلّ لحظة من الزمن. وكلّي أمل أن نكون في “ع المضمون” عنوانًا تلجؤون إليه في كلّ استفسار وأن تستعينوا بالأدوات التي نعرضها عليكم لتحسين قدرتكم على اتّخاذ قرارات مدروسة في “غابة” منصّات التواصل الاجتماعيّ، وأن تكونوا قدوة لغيركم في التفاعل مع الأخبار، والمعلومات بشكل واعٍ ومسؤول. أنتم المستقبل، أنتم حجر الأساس لبناء مجتمع رقميّ واعٍ ومتنوّر.من خلال مبادرة “ع المضمون”، نأمل أن نحقق تأثيرًا إيجابيًا في المجتمع العربيّ في البلاد، وأن نسهم في خلق جيل واعٍ قادر على التفاعل بشكل مسؤول مع المعلومات الرقمية. هذه المبادرة ليست فقط أداة للتعليم، بل هي أيضًا دعوة إلى التفكير النقدي والتفكير في عواقب تأثير المضامين الإعلاميّة على حياتنا.
لقراءة المزيد حول مبادرة “ع المضمون” وأهدافها، إليكم رابط الموقع: https://almadmoon.org
*مادة تسويقية | إعداد: طاقم وصلة Brands بالتعاون مع مؤسسي مبادرة “ع المضمون”











