
عاد الجدل حول استقدام سائقين أجانب إلى الواجهة بعد نقاش في الكنيست، أمام “اللجنة الخاصة للعمال الأجانب”، تناول النقص الحاد في عدد سائقي الحافلات العامة في البلاد، وهو نقص يُقدّر بنحو خمسة آلاف سائق ويؤثر يوميًا على جودة المواصلات العامة. وخلال الجلسة، عرضت وزارة المواصلات موقفًا داعمًا لاستقدام ألف سائق أجنبي في إطار برنامج تجريبي، بدعوى أن كل المحاولات لاستقطاب سائقين محليين للعمل لم تحقق النتائج المطلوبة.
في الجلسة أوضح مسؤولو وزارة المواصلات أن شركات المواصلات العامة تخسر سنويًا مبالغ كبيرة بسبب وصول الحافلات متأخرة إلى المحطات، وهو أمر يرتبط إلى حد كبير بنقص السائقين، إضافة إلى غياب بنية تحتية ملائمة تمنح الحافلات أولوية في الطرق. وقال نائب مدير سلطة المواصلات العامة إن الوزارة جربت خلال السنوات الأخيرة تقديم منح مالية، وزيادات في الأجور، ومسارًا مهنيًا أفضل للسائقين الجدد، لكن النقص في أعداد السائقين ما زال كبيرًا، ولذلك ترى الوزارة أن استقدام سائقين أجانب هو خطوة ضرورية لضمان استمرارية خدمات المواصلات العامة.
هذا الموقف قوبل بمعارضة شديدة من النقابات ومنظمات العمال. ممثلو النقابات أكدوا أن الظروف الحالية التي يعمل فيها السائقون صعبة، بدءًا من ساعات العمل الطويلة والظروف الصعبة كالازدحامات المرورية، وصولًا إلى حالات العنف التي يتعرض لها السائقون بشكل مستمر. وحذروا من أن استقدام سائقين أجانب سيؤدي إلى انخفاض أجور السائقين المحليين وإضعاف قدرتهم على التفاوض، ما قد يدفعهم إلى ترك المهنة ويعمّق الأزمة بدل حلها. وقال ممثل منظمة “قوة للعمال” إن قطاع المواصلات العامة معرّض للانهيار الكامل، وإن استقدام سائقين أجانب قد يكون خطوة ذات تبعات بعيدة المدى على مستقبل السائقين المحليين.
من جهة أخرى، شددت شركات النقل العام على أن نقص السائقين يضر يوميًا بالمسافرين ويمنع تحسين مستوى الخدمة. واعتبر ممثلو الشركات أن استقدام سائقين أجانب هو حل عملي مؤقت يضمن عمل المواصلات العامة بشكل مستقر ريثما تتم معالجة الأسباب العميقة للنقص.
وفي ختام الجلسة، أكدت رئيسة “اللجنة الخاصة للعمال الأجانب” في الكنيست أن الأولوية يجب أن تبقى لتجنيد سائقين محليين، وأنه من الضروري استنفاد جميع الوسائل لجذبهم قبل الانتقال إلى خيار استقدام سائقين من الخارج. وأضافت أن الوزارة مطالبة بتقديم خطة واضحة لتحسين ظروف العمل في قطاع المواصلات العامة ورفع جاذبية المهنة في أعين السائقين الجدد.
مقالات ذات صلة: أخيرًا، وبعد تصاعد العنف لمستويات خطيرة: إطلاق المرحلة الأولى من خطة حماية سائقي الحافلات











