يبدو أن موسم الشتاء الحالي يحمل أخيرًا بعض الأخبار المريحة للمسافرين. فبعد عامين من الحرب التي رفعت أسعار الرحلات الجوية إلى مستويات خيالية بسبب الإلغاءات المتكررة ونقص المنافسة، بدأت أسعار الطيران بالعودة إلى طبيعتها، بل وصلت إلى مستويات قريبة من تلك التي كانت قبل الحرب، حين كان مطار بن غوريون يعجّ بعشرات شركات الطيران الأجنبية.
وفقًا لفحص أجرته صحيفة داماركر في الخامس من أكتوبر 2025 عبر مواقع شركات الطيران، إضافة إلى مقارنة الأسعار على موقع “skyscanner” وموقع ”secretflights”، تبيّن أن الرحلات من البلاد أصبحت أرخص بكثير مما كانت عليه في العامين الماضيين. فابتداءً من نوفمبر المقبل، يمكن للمسافرين أن يعثرو على تذكرة إلى أثينا بسعر يبدأ من 122 دولارًا مع ويز إير Wizz Air، وإلى لارنكا ابتداءً من 168 دولارًا مع أركيع، وإلى باريس بسعر 254 دولارًا مع ترانسافيا، وإلى لندن بسعر 297 دولارًا مع ويز إير، وحتى إلى نيويورك بسعر يبدأ بـِ908 دولارات مع دلتا. هذه الأسعار تكاد تكون مطابقة لأسعار نوفمبر 2022، عندما كانت الرحلات إلى أثينا بـ130 دولارًا، وإلى لارنكا بـ150، وإلى باريس بـ239، وإلى لندن بـ267، وإلى نيويورك بـ807 دولارات.
ويتضح الفارق الكبير، بحسب داماركر، عند المقارنة مع شتاء عام 2023، الذي جاء مباشرة بعد اندلاع الحرب. في تلك الفترة بلغت أسعار الرحلات إلى أثينا 486 دولارًا، إلى روما 555، إلى لندن 702، وإلى نيويورك 1,589 دولارًا. أي أن الأسعار الحالية انخفضت بأكثر من النصف في بعض الوجهات، في عودة لافتة إلى “الوضع الطبيعي” رغم أن الحرب ما زالت مستمرة والهدوء الأمني لم يُستعاد تمامًا.
عدة عوامل تفسّر هذا الانخفاض الحاد. أولها أن الشتاء عادةً موسم أقل تكلفة للسفر، وثانيها أن عدد الرحلات من وإلى إسرائيل ارتفع بشكل ملحوظ مع عودة شركات طيران أجنبية إلى نشاطها في مطار بن غوريون، في خطوة تعكس ما يمكن وصفه بـ”تفاؤل حذر” تجاه استقرار الوضع الأمني.
من بين الشركات التي استأنفت رحلاتها الخطوط الجوية البريطانية التي ستعود بشكل كامل في 26 أكتوبر، كما يُتوقّع أن تعود الخطوط الجوية السويسرية Swiss وطيران كندا خلال الأسابيع المقبلة.
كذلك، تزيد شركات الطيران منخفضة التكلفة مثل ويز إير وتوس إيرلاينز وبلو بيرد عدد رحلاتها بشكل مستمر، فيما عزّزت الشركات الإسرائيلية من وتيرة رحلاتها استعدادًا للموسم الشتوي.
الحرب التي اندلعت في 7 أكتوبر 2023 قلبت قطاع الطيران الإسرائيلي رأسًا على عقب. فمع بدايتها، ألغت معظم شركات الطيران الأجنبية رحلاتها إلى إسرائيل وامتنعت عن العودة لأشهر طويلة. أما الشركات الإسرائيلية، فبقيت شبه وحيدة في الميدان، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل جنوني، حتى خلال فصل الشتاء الذي عادة ما تكون فيه الرحلات أرخص.
وخلال العامين الماضيين، ومع استمرار التوترات الأمنية، عادت الشركات الأجنبية وانسحبت أكثر من مرة، ما أبقى المنافسة محدودة والأسعار مرتفعة. فقط الآن، بعد مرور موسم الصيف والأعياد، تعود العروض الترويجية والخصومات التي غابت عن البلاد منذ ما يقارب ثلاث سنوات.
مقالات ذات صلة: في ظلّ مفاوضات غزة: شركات الطيران التي قد تعود قريبًا إلى البلاد
