/
/
فجوات في الثقافة المالية | كيف أجاب العرب واليهود على سؤال: “كم تبلغ فائدة 4% على 100 شيكل؟”

فجوات في الثقافة المالية | كيف أجاب العرب واليهود على سؤال: “كم تبلغ فائدة 4% على 100 شيكل؟”

أيقون موقع وصلة Wasla
wasla brands
shekel
صورة توضيحية

نشرت دائرة الإحصاء المركزية معطيات جديدة من المسح الاجتماعي لعام 2024، ركزت هذه المرة على مستوى المعرفة والثقافة المالية في أوساط السكان من عمر عشرين عامًا فما فوق. الهدف من البحث كان قياس مدى إلمام المواطنين بمفاهيم أساسية مثل الفائدة، التضخم، العلاقة بين العائد والمخاطرة، وأهمية تنويع الاستثمارات.

وقد وُجهت إلى المستجيبين سلسلة من الأسئلة، من بينها مثلًا: إذا أقرضت صديقًا مئة شيكل مساءً وأعاد لك المبلغ نفسه في اليوم التالي، ما هي الفائدة التي دفعها؟ أو سؤال آخر: إذا أودعت مئة شيكل في برنامج توفير بفائدة سنوية قدرها أربعة بالمئة، كم سيصبح المبلغ بعد سنة؟ كما طُرحت أسئلة حول التضخم مثل: إذا كان معدل التضخم اثنين بالمئة خلال سنة، هل ستتمكن في نهايتها من شراء سلع أكثر أو أقل بنفس المبلغ؟

النتائج أظهرت أن مستوى المعرفة المالية لدى اليهود أعلى منه لدى العرب في جميع المجالات تقريبًا. فعلى سبيل المثال، في السؤال المتعلق بالفائدة التي تجنيها عند إقراض مبلغ 100 شيكل واستعادة نفس المبلغ، أجاب 87% من اليهود إجابة صحيحة مقابل 85% من العرب، وهو فارق ضئيل نسبيًا. لكن الفجوة اتسعت بشكل واضح في سؤال حساب الفائدة السنوية؛ إذ أجاب 61% من اليهود بشكل صحيح مقارنة بـ34% فقط من العرب.

وفميا يتعلق باختبار فهم الفائدة المركبة، كان السؤال المتعلق بها كالتالي: “أودعت 100 شيكل في برنامج توفير بفائدة 4% سنويًا. بعد خمس سنوات، كم سيكون المبلغ في الحساب؟”، وقد طُلب من المشاركين هذه المرة الاختيار بين أربع إجابات ممكنة (بعكس السؤال السابق عن الفائدة الذي كان بلا خيارات)، وهذه الإجابات هي: أكثر من 120 شيكل، بالضبط 120 شيكل، أقل من 120 شيكل، أو أنه لا يمكن معرفة الجواب من المعطيات. وكانت الإجابة الصحيحة هي أن المبلغ سيكون أكثر من 120 شيكل، باعتبار أن الفائدة مركبة وتتراكم عامًا بعد عام. وقد أجاب 50% من اليهود بشكل صحيح على هذا السؤال مقابل 40% فقط من العرب، ما يعكس فجوة واضحة في فهم مسألة الفائدة المركبة بين المجموعتين.

الأسئلة المتعلقة بالتضخم أظهرت كذلك فروقات ملموسة. في سؤال عن القوة الشرائية في ظل تضخم بنسبة اثنين بالمئة، أجاب 61% من اليهود بشكل صحيح مقابل 57% من العرب، بينما في سؤال آخر: “هل التضخم المرتفع يعني أن تكاليف المعيشة ترتفع بسرعة؟”، بلغت نسبة الإجابة الصحيحة لدى اليهود -التي كانت (نعم)- 79% مقارنة بـ77% لدى العرب. هذه الفوارق وإن بدت محدودة في بعض الحالات، فإنها تشير إلى فجوة في المعرفة المالية في كافة المجالات تقريبًا بين العرب واليهود.

فيما يتعلق بالعلاقة بين العائد والمخاطرة، تساوى الطرفان تقريبًا، حيث أجاب 67% من اليهود والعرب بأن استثمارًا بعائد مرتفع يعني عادة مخاطرة مرتفعة أيضًا. أما في سؤال التنويع الاستثماري، فقد أجاب 56% من اليهود بشكل صحيح مقابل 55% من العرب، وهو الفارق الأضيق بين جميع المواضيع التي شملها المسح.

الصورة العامة التي يقدمها المسح أن العرب أقل معرفة بالمفاهيم المالية الأساسية من اليهود، خاصة في المواضيع التي تتطلب حسابات رياضية بسيطة مثل الفائدة السنوية والمركبة. أما في المواضيع المفاهيمية العامة مثل معنى التضخم أو العلاقة بين العائد والمخاطرة، فإن الفجوات تضيق أو تكاد تختفي.

هذا التباين في المعرفة المالية بين المجموعتين يثير تساؤلات حول مدى الوصول إلى أدوات التثقيف المالي والقدرة على الاستفادة من الخدمات المصرفية والتعليم الاقتصادي، ومدى توفر المعرفة المالية الملائمة في اللغة العربية، دون اقتصارها فقط على اللغة العبرية. ورغم أن البحث لم يتطرق إلى أسباب الفوارق، فإن نتائجه قد تشكل أساسًا لنقاش أوسع حول سياسات التوعية المالية وضرورة توجيه برامج إعلامية وتثقيفية خاصة تستهدف الفئات الأقل إلمامًا بالمفاهيم المالية لضمان اندماج أوسع في النشاط الاقتصادي.

مقالات ذات صلة: تحت البلاطة أم في البنك: أين يضع العرب أموالهم عند التوفير؟

مقالات مختارة