يستعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب للقيام بجولة خليجية تبدأ يوم الثلاثاء 13 من الشهر الجاري، تشمل السعودية وقطر والإمارات، واضعاً نصب عينيه صفقات تجارية واستثمارية تتجاوز قيمتها ثلاثة تريليونات دولار. تأتي هذه الزيارة ضمن سعي ترمب لتعزيز العلاقات الاقتصادية والدفاعية مع دول الخليج، مستفيداً من الاستثمارات الضخمة التي ضختها هذه الدول في الاقتصاد الأميركي خلال ولايته الأولى، في حين تسعى العواصم الخليجية لترجمة هذه الشراكات إلى مكاسب سياسية وعسكرية ملموسة.

الدوحة في صدارة المفاوضات الجوية
تتجه الأنظار إلى الخطوط الجوية القطرية التي تستعد لإتمام صفقة تاريخية مع شركة بوينغ الأميركية، تشمل شراء نحو 100 طائرة عريضة البدن مع خيار لمئة أخرى.
تركز الشركة القطرية على تعزيز أسطولها من طائرات بوينغ 787 دريملاينر و777X، مع احتمال توسيع الطلب ليشمل طائرات إيرباص A350-1000 في وقت لاحق من العام، على أن يتم الإعلان عن هذه الاتفاقيات المحتملة في معرض باريس الجوي أو معرض دبي للطيران. الشركة القطرية، شأنها شأن بوينغ وإيرباص، امتنعت عن التعليق، بينما تشير المصادر إلى أن الصفقة قد تكون الأكبر في تاريخ الناقلة.
الرياض تستعد لصفقات دفاعية وطيران مدني
في السعودية، تجري شركة “طيران الرياض” الناشئة مفاوضات لشراء ما يصل إلى 50 طائرة عريضة البدن. وتبدو شركة إيرباص الأوروبية مرشحة بقوة للفوز بهذه الصفقة، خاصة بعد زيارة رئيسها التنفيذي غيوم فوري إلى الرياض الأسبوع الماضي. في المقابل، تسعى بوينغ الأميركية أيضاً لتأمين حصة الأسد من هذه الطلبات، خصوصاً مع الأهمية الاستراتيجية التي توليها إدارة ترمب لقطاع الصناعات الجوية.
في موازاة ذلك، وافقت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي على صفقة تسليح بقيمة 3.5 مليارات دولار للسعودية، تشمل ألف صاروخ جو-جو من طراز AIM-120C-8، و50 قسماً للتوجيه، فضلاً عن دعم لوجستي واسع النطاق. كما يُتوقع أن تبحث الرياض خلال الزيارة اقتناء مقاتلات F-15EX، في وقت يشير فيه مركز “سيبري” السويدي لأبحاث الدفاع إلى أن الولايات المتحدة تسيطر على 43% من صادرات الأسلحة العالمية، وأكثر من نصف واردات السلاح إلى الشرق الأوسط تأتي منها.
الإمارات واستثمارات غير مسبوقة في التكنولوجيا والطاقة
الإمارات ستكون المحطة الأخيرة في جولة ترمب، حيث تتصدر قائمة المستثمرين في الاقتصاد الأميركي مع التزام بقيمة 1.4 تريليون دولار خلال السنوات العشر المقبلة. تشمل هذه الاستثمارات البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، والطاقة، وأشباه الموصلات، والصناعات التحويلية، مع تخصيص 100 مليار دولار لمشروع مشترك مع ترمب.
طيران الإمارات، أكبر مشترٍ لطائرات بوينغ عريضة البدن في العالم، تبحث حالياً عن صفقات جديدة لطائرات من طراز 777X. ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن هذه الصفقات في معرض دبي للطيران في نوفمبر المقبل. كذلك، تستعد شركة فلاي دبي لإبرام صفقة لشراء عشرات الطائرات من طراز بوينغ 737، بالإضافة إلى حوالي 70 محركاً من إنتاج جنرال إلكتريك لطائرات 787 دريملاينر.

الصورة الكبرى: طموحات أميركية وشراكات خليجية
بحسب وكالة بلومبيرغ، تسعى إدارة ترمب إلى مضاعفة حجم الاستثمارات الخليجية في الولايات المتحدة، حيث يطمح إلى رفع استثمارات السعودية وحدها إلى تريليون دولار، مقابل 600 مليار دولار كانت قد وعدت بها المملكة على مدى أربع سنوات. قطر بدورها متوقعة أن تقدم التزامات مماثلة خلال الزيارة، بينما الإمارات سبقت الجميع بتعهداتها الاستثمارية.
تشير التقارير إلى أن بعض الإعلانات المتوقعة خلال الزيارة قد تتضمن مزيجاً من صفقات جديدة، ومذكرات تفاهم أولية، واتفاقيات تم الإعلان عنها مسبقاً، مما يطرح تساؤلات حول مدى إلزامية بعض هذه الصفقات وجدّيتها من الناحية القانونية والمالية.
مقالات ذات صلة: رشوة أم استثمار؟ الإمارات تدفع 2 مليار دولار لشراء عملة ترمب الرقمية الجديدة