أعلنت شركة “OpenAI” المطوّرة لـChatGPT، تخلّيها عن خطتها السابقة للتحول إلى شركة ربحية، مؤكدة أن السيطرة النهائية ستبقى بيد مجلس إدارتها غير الربحي. يأتي هذا التغيير بعد أشهر من الجدل القانوني والسياسي الذي أثاره إيلون ماسك، الذي رفع دعوى قضائية ضد “OpenAI”، متهمًا إياها بالتحول عن أهدافها الخيرية لصالح أهداف ربحية.
تأسست “OpenAI” كمختبر أبحاث غير ربحي عام 2015، ومرت بتحول هيكلي عام 2019 بإطلاق وحدة ربحية لجذب الاستثمارات مقابل حصة من الأرباح. لكن هذا النموذج أثار خلافات حادة، خاصة بعد إطلاق ChatGPT أواخر عام 2022، وما تلاه من سباق عالمي لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي.
ووفقًا لبيان الشركة، فإن الخطة الجديدة تقضي بتعديل الوضع القانوني للوحدة الربحية، بحيث يُمنح المستثمرون حصصًا في أسهم تقليدية في شركة ذات منفعة عامة (Public Benefit Corporation)، بدلًا من حصولهم على حصة من الأرباح. ويظل مجلس الإدارة غير الربحي هو الجهة المتحكمة في القرارات الاستراتيجية للشركة.
وقد أكدت الشركة أن هذا التحول لا يأتي استجابة لضغوط خارجية، بل هو قرار نابع من “هوسنا برسالتنا” حسب تعبير الرئيس التنفيذي سام ألتمان، الذي أضاف بسخرية: “أنتم مهووسون بإيلون”.
وتعد “مايكروسوفت” أحد أبرز المستثمرين في “OpenAI”، إلى جانب مستثمرين كبار مثل “سوفت بنك”، التي قادت جولة تمويلية بقيمة 40 مليار دولار هذا العام، بينما شاركت في أكتوبر الماضي جولة أخرى بقيمة 6.6 مليار دولار. وتضمنت هذه الجولات شروطًا تقضي بضرورة تحويل “OpenAI” إلى شركة ربحية عادية تتيح توفير أسهم للمستثمرين وحقًا في الأرباح. وفي حال لم يتم التحول بنجاح خلال العام الجاري، يمكن لبعض المستثمرين المطالبة باسترداد أموالهم أو تخفيض التزاماتهم، كما هو الحال مع “سوفت بنك” التي قد تخفّض التزامها بقيمة 10 مليارات دولار.
وكان إيلون ماسك قد قدّم عرضًا بقيمة 97.4 مليار دولار للاستحواذ على أصول الكيان غير الربحي، معتبرًا أن ما جرى هو “احتيال تعاقدي” من قبل ألتمان و”OpenAI”. وعلّق مارك توبيروف، محامي ماسك، أن قرار الشركة “لا يغيّر شيئًا”، لأن أصولًا خيرية تم تحويلها وما زالت تتحول لمصلحة أفراد مستقلين، وفق تعبيره.
يأتي هذا التحول في ظل مفاوضات معقدة تخوضها “OpenAI” مع الجهات القضائية في ولايتي ديلاوير وكاليفورنيا، ومع مستثمرين كبار، خاصة أن ولاية ديلاوير، حيث تأسست المنظمة غير الربحية، تراقب بشكل خاص نشاطات الشركة لتضمن أن يظل الجمهور هو المستفيد النهائي منها، حسب ما أكدته المدعية العامة للولاية.
كما أشارت الشركة إلى أنها باتت بحاجة إلى رأس مال “أكبر بكثير” مما كان متوقعًا عندما تأسست، للبقاء في صدارة المنافسة أمام عمالقة التكنولوجيا مثل “غوغل”، و”أنثروبيك”، و”xAI” التابعة لماسك.
تحوُّل “OpenAI” إلى شركة ذات منفعة عامة يُعد محاولة توفيقية لحفظ التوازن بين الالتزام بالهدف الاجتماعي، وجذب رؤوس الأموال اللازمة لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، مع الحفاظ في الوقت نفسه على سيطرة مجلس الإدارة غير الربحي. وهو نموذج نادر في عالم الشركات التكنولوجية.
مقالات ذات صلة: “سؤالك ممتاز ودقيق جدًا”: لماذا يبالغ ChatGPT مؤخرًا في مجاملتك؟